مواضيع ذات صلة

مع انطلاق الدورة الثامنة لمهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي مساء اليوم

دبا الحصن تحفة الساحل الشرقي للإمارات
أصبح مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي والذي ستنطلق فعاليات دورته الثامنة مساء اليوم حدثا ثقافيا بارزاً في حياة هذه المدينة التي وصفت “تحفة الساحل الشرقي للإمارات والتي تبعد قرابة 120 كيلو متراً عن مركز مدينة الشارقة وتمتاز بطبيعتها الساحلية الهادئة والخلابة وتجمع بين البيئة الساحلية والجبلية في آنٍ واحد إذ تحيط بها سلسلة جبال الحجر من جهة، وتطل مباشرة على سواحل خليج عُمان من جهة أخرى، ما يجعلها ملاذاً للعاملين في صيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ وبناء السفن الخشبية وصناعة الشباك ومستلزمات الصيد.


وصفها الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة بالمدينة الفاضلة وذلك خلال زياته لها في عام 2006 م ولقائه مع أهاليها، وقد استمدت المنطقة تسميتها من القلعة الشهيرة التي تقع في قلب المنطقة، وتعد شاهداً على تاريخها العريق والتي تم ترميمها بأوامره للحفاظ على موروثها العريق وحمايته من الاندثار
يرتبط اسم دبا بسوق من أسواق العرب بالجاهلية مثل سوق عكاظ وعدن وصنعاء وعمان وحضرموت، وكان ذلك السوق يسمى بسوق دبا ويجمع بين تجار جزيرة العرب والهند والسند وبلاد فارس والصين، وعرفت دبا الحصن في التاريخ وكانت موطناً رئيسياً للهجرات التي وفدت على الخليج العربي من اليمن، وقد ساهم موقعها الجغرافي الهام في دعم مكانتها التجارية على المحيط الهندي ويرتبط اسمها بسوق من أسواق العرب بالجاهلية مثل سوق عكاظ وعدن وصنعاء وعمان وحضرموت.
تشتمل المدينة على شاطئ دبا الحصن، وهو شاطئ صغير يمتد على طول 188 متراً وعرض 20 متراً، وقد تم تطوير الشاطئ من قبل أشغال الشارقة ليضيف لوحة جمالية للمكان ولتحفيز السياحة والاستثمار في المنطقة، كما يشكل الشاطئ متنفساً لأهالي دبا الحصن وعاملاً يشجع السياح على زيارة المنطقة، ويعد ملاذاً مثالياً للرحلات العائلية في أيام العطل، حيث يوفر لرواده العديد من الأنشطة الشاطئية الممتعة.
وبسبب الحركة التجارية التي كانت تشهدها دبا في الماضي، ولأن تربتها خصبة للمحاصيل الزراعية، توافدت عليها أنواع كثيرة من المحاصيل الزراعية وتم زراعتها فيما بعد وانتشرت في المنطقة بعد ذلك، وعلى صعيد التجارة كان أغلب رجال مدينة دبا الحصن يعملون في البحر كصيد الأسماك وغواصين على اللؤلؤ وبناء السفن الخشبية أو رحالة، فقد وصل بعضهم إلى شرق أفريقيا والهند وبلاد فارس، وكان البعض الآخر منهم يعمل في الزراعة وكانوا يشتهرون بجودة محاصيلهم وخاصة الرطب والمانجو والخضروات، كما كان للمرأة في مجتمع دبا الحصن دورٌ بارزٌ حيث يغيب الرجال بسبب الانشغال أو الأسفار لطلب الرزق، فكانت تتحمل أعباءً كثيرةً في تربية الأبناء، وكانت تقضي وقتها في أعمال مختلفة من أجل توفير الماء والغذاء للأسرة.


تنتشر المساجد في دبا الحصن ويعتبر مسجد الشيخ راشد بن أحمد القاسمي أكبرها وهو أحد معالم دبا الحصن الرئيسية يتسع لـ 3000 مصل، يتكون من مئذنتين يصل ارتفاع كل واحدة منهما 54 متراً ويستوحي المسجد شكله المعماري من الطراز الإسلامي، وهو موشح بالنقوش والزخارف الفريدة .
تشهد مدينة دبا الحصن حالياً نهضةً عمرانيةً تستهدف النهوض بها، ولكن لم يفقد التطور ومواكبة العصر مدينة دبا الحصن رونق الحياة التقليدية القديمة حيث يتعانق الماضي مع المستقبل لتقدم رافدٍ آخر من روافد النماء المادي والروحي لإمارة الشارقة.
تستضيف المنطقة مهرجان دبا الحصن الثقافي الذي يتضمن العديد من الفعاليات المتنوعة التي ترضي مختلف شرائح المجتمع وتشمل أبرز هذه الفعاليات عروض الفرق الفلكلورية والمعارض الفنية والأمسيات الشعرية، ويهدف المهرجان إلى تعزيز الحراك الثقافي في المنطقة من خلال تنظيم فعاليات منتقاة تعكس مختلف أوجه الحراك الثقافي؛ كالمسرحيات والأمسيات الشعرية والفلكلور الشعبي، كما اعتادت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة إقامة مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي منذ عام 2016 واليوم عند الساعة السابعة والنصف بتوقيت الامارات تنطلق فعاليات الدورة الثامنة منه التي تستمر لمدة خمسة أيام وهو مهرجان يهتم بالعروض المسرحية العربية التي تقوم على وجود شخصيتين فوق خشبة المسرح حيث يفتتح مساء اليوم بعرض ” 17 ساعة” أخراج عبدالله محمد – الامارات- أما بقية العروض المشاركة فهي:
“خلاص فردي” إخراج سامر محمد اسماعيل – سورية
-“حياة وحلم” إخراج بوسلهام الضعيف-المغرب.
-“لتحضير بيضة مسلوقة” إخراج مصعب السالم–الكويت.
-“بروفايل” إخراج إيناس المصري-مصر.
يتضمن المهرجان مجموعة من الفعاليات إلى جانب تقديم العروض، أهمها عقد ندوات يومية بعد تقديم العروض مباشرة لمناقشتها مع أصحابها، وكذلك إقامة “ملتقى الشارقة العشرون للمسرح العربي” تحت عنوان “المسرح والحياة” بمشاركة مجموعة من الممارسين والباحثين المسرحيين المحليين والعرب، كما ينظم المهرجان ثلاث ورشات تدريبيَّة موجهة إلى منشطي المسرح في المدارس الحكوميَّة بإمارة الشارقة وهي كما يلي:
-الإخراج في المسرح المدرسي إشراف د.حاتم مرعوب (تونس).
-ورشة توظيف الدمى في المسرح المدرسي إشراف د.كريم دكروب (لبنان).
-سينوغرافيا المسرحيات المدرسية إشراف أسماء هموش (المغرب).
يُذكر أن المهرجان تأسس عام 2016 في إطار استراتيجية دائرة الثقافة الهادفة إلى نشر وتنويع النشاط المسرحي في الإمارة ولترسيخ جسور التواصل وتبادل المعرفة بين المسرح المحلي والعربي، ويعنى بضربٍ من الأداء المسرحي يُعرف بـ “مسرح الثنائيات” إلى جانب إقامته للعديد من الورش التدريبية الموجَّهة إلى الشباب بمشاركة مشرفين من أصحاب الخبرات المشهودة.

أمينة عباس- دبا الحصن