“في هذا الكتاب، يقدّم نصر حامد أبو زيد قراءة تحليلية لفكر محيي الدين ابن عربي، متجاوزًا الرؤية الاستشراقية أو التبجيلية التي كثيرًا ما أحاطت بالشيخ الأكبر. ينطلق أبو زيد من التساؤل حول طبيعة الخطاب الصوفي، ويتخذ من كتاب الفتوحات المكية محورًا لفهم البنية الفكرية واللغوية عند ابن عربي، مركّزًا على العلاقة بين اللغة والتأويل والمعرفة.
لا يكتفي المؤلف بعرض مضامين التجربة الصوفية، بل يكشف عن آليات إنتاج المعنى في نصوص ابن عربي، خاصة من خلال ما يسميه بـ”لغة الكشف”، وهي لغة رمزية تُستمد مشروعيتها من التجربة الروحية لا من القواعد المنطقية أو الأصول الفقهية.
كما يتناول الكتاب السياق الفكري الذي نشأ فيه ابن عربي، من خلال الوقوف على لحظة لقائه بابن رشد، باعتبارها لحظة رمزية تكشف عن مفترق طرق بين العقل الفلسفي والمعرفة الذوقية. ومن هنا، يسعى أبو زيد إلى إبراز كيف أن فكر ابن عربي لم يكن هروبًا من العقل، بل تأسيسًا لنمط مختلف من المعرفة، يتداخل فيه اللاهوتي باللغوي، والعرفاني بالتأويلي.”