مواضيع ذات صلة

كتاب “جوهر السياسة” * للفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي

كتاب “جوهر السياسة” * للفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي *جوليان فروند، الصادر عام 1965، يُعد من الأعمال الفلسفية البارزة التي تُحلل السياسة كظاهرة إنسانية أساسية. يُميز فروند بين “السياسة” كأنشطة وممارسات يومية، و”السياسي” كجوهر ثابت يُعبّر عن بُعد أساسي في العلاقات الاجتماعية.

المحاور الرئيسية للكتاب
1. التمييز بين “السياسة” و”السياسي”
يفرق فروند بين “la politique” (السياسة) كأنشطة عملية ومتغيرة، و”le politique” (السياسي) كجوهر ثابت يُمثل بُعدًا أساسيًا في العلاقات الاجتماعية، مستقلًا عن السياقات التاريخية والمؤسساتية.

2. الأسس الثلاثة للسياسي
يُحدد فروند ثلاثة أزواج ثنائية تُشكل جوهر السياسي:
– الصديق/العدو: مستمد من كارل شميت، يُمثل هذا الثنائي البُعد الصراعي في العلاقات السياسية.
– الأمر/الطاعة: يُعبر عن علاقة السلطة والخضوع داخل النظام السياسي.
– العام/الخاص: يُميز بين المجال العام الذي تُنظم فيه الشؤون السياسية، والمجال الخاص للفرد.

3. التمييز بين الجواهر الاجتماعية
يُصنف فروند النشاطات الإنسانية إلى ست جواهر أساسية: السياسي، الاقتصادي، الديني، الأخلاقي، العلمي، والجمالي. كل جوهر له منطق خاص وأهداف محددة، ولا يمكن اختزال أحدها في الآخر.

4. نقد التوجهات المثالية
ينتقد فروند النظريات السياسية المثالية التي تسعى إلى إلغاء التناقضات والصراعات، مُؤكدًا أن السياسة بطبيعتها تنطوي على صراعات لا يمكن تجاوزها بالكامل.

5. التحذير من التوتاليتارية
يُحذر فروند من الأنظمة التوتاليتارية التي تسعى إلى دمج المجالين العام والخاص، مما يؤدي إلى تآكل الفضاء السياسي الحقيقي.

الخلاصة
يُقدم جوليان فروند في “جوهر السياسة” تحليلًا عميقًا للسياسة كجوهر ثابت في العلاقات الإنسانية، مُميزًا إياها عن الممارسات السياسية اليومية. يُسلط الضوء على العناصر الأساسية التي تُشكل السياسي، ويُحذر من محاولات إلغاء التناقضات والصراعات التي تُميز الحياة السياسية.