في أحدى الليالي الباريسية من عام 1933، وبينما كان صاموئيل بيكيت «1906-1989» يسير وحيداً، اقترب منه شحاذ مستجدياً بطريق الصدفة، لكن بيكيت رفض طلبه، فطعنه الشحاذ بسكينه وكاد صاحب «نهاية اللعبة» أن تنتهي حياته بشكل عبثي تماماً.
نجا بيكيت بأعجوبة ويقال أن صديقه الكاتب جميس جويس كان يعتني به في المستشفى، وأثناء التحقيق لم يوجه بيكيت أي اتهام للشحاذ الذي حاول قتله، إنما اكتفى بسؤاله عن سبب طعنه ومحاولة قتله، فأجاب الشحاذ بجملة واحدة: «لا أعرف يا سيدي».
لم يكن الشحاذ الوحيد الذي لا يعرف، إنما البشرية كلها لم تكن تعرف في ذلك الوقت، حيث كان يعاني العالم كله من أزمة على جميع الأصعدة، مما أسفر لاحقاً عن الحرب العالمية الثانية.
لكن بيكيت توقف طويلاً عند محاولة قتله هذه، وربما نجد لها حضوراً متفاوتاً في أغلب أعماله المسرحية والأدبية التي كتبها بعدها، فالملاحظ في مجمل مسرحياته أن الشخصيات التي يضعها تطلب الموت أو الخلاص من هذا العالم، لكن بالوقت نفسه لا نجد أي منها يدرك غايته في نهاية المطاف.