مواضيع ذات صلة

النظر في المراة 30 كاتبا عربيا في سؤال الكتابة

يفرض نوع الكتابة شروطه، مثلما يفرض التلقي، تلقي القارئ المفترض العالق في ذهن الكتابة شروطه الخفية وأعرافه، فالكتابة، مثل كل فعل إنساني، قصدية بالطبع ومقاصدها لا تبقى حبيسة أدراج، حتى وإن ظلت كذلك. فثمة قارئ ينوس في عقل كل كاتب. إن كاتباً، الذي لا يستطيع أن يكتب إلا في عزلة عن الآخرين، يفرض عليه الآخرون شروطهم، فالكتابة في النهاية عقد غير رسمي وغير علني بين الكاتب والقارئ وخروج الكاتب على هذا العقد محنة، ولكنها محنة تخلق زماناً جديداً في الزمان نفسه الذي يعيشه الجميع، الكتابة الخلاقة تخلق أزماناً جديدة حتى وهي تتخلق في زمان مألوف.

في الشهادات قاموس مشترك الذات والآخر، الحلم والخيال، والتذكر والنسيان، والخلق والهدم والوضوح والغموض، والمتعة والواجب، والطمأنينة والقلق، ولكن أيضاً للكتابة ترتيبات، يسميها بعضهم طقوساً، وبعضهم ليس لديه طقوس.

ولا تكتفي الإجابات هنا بالرد على كيف تكتب؟” ففي هذا السؤال تبرق أيضاً أطياف سؤال آخر مهم لماذا تكتب؟”. لذلك تحدها تنزلق بين السؤالين عفوياً، جيئة وذهاباً، وهو أمر متوقع، فلربما كان السؤالان سؤالاً واحداً، يكتب الكتاب من دون ربنا معرفة لماذا يكتبون. ثمة حاجة، وثمة إلحاح.