مواضيع ذات صلة

ميريل ستريب الممثلة السينمائية التحفة، نصف قرن من العطاء

أجمع على حبها المشاهدون والنقاد، بل إن الكثيرين يعتبرونها أفضل ممثلة في تاريخ هوليوود، تنقلت بخفة وسلاسة على مدى من 50 عاما من التمثيل، بين أدوار الفتاة الجميلة، والمرأة القوية، والعجوز غريبة الأطوار، ناهيك عن الأرستقراطية والمرأة العادية والإعلامية وغيرها.
الممثلة الأكاديمية، حيث تحتل صدارة ترشيحات الأوسكار بـ 21 ترشيحا، فازت بالجائزة الأهم في عالم السينما ثلاث مرات. إنها الممثلة الأميركية “ميريل ستريب” التي تخطت 70 عاما من عمرها ومازالت ندية.
في تقريرنا التالي نتتبع رحلتها من خلال مجموعة من أهم أفلامها، مع التركيز على أدوارها في هذه الأفلام التي استطاعت من خلالها أن تغير جلدها وتتنقل بين الدراما والكوميديا وتجسيد السير الذاتية.
في عام 1982 قدمت ميريل ستريب ما يمكننا اعتباره بطولتها المنفردة الأولى، وذلك من خلال فيلم “اختيار صوفي” من كتابة وإخراج الأميركي الشهير “آلان جيه باكولا” صاحب التحفة السينمائية الخالدة “كل رجال الرئيس”. في هذا الفيلم تقوم “ميريل ستريب” بدور صوفي، وهي امرأة بولندية تعرضت للاعتقال في معسكرات النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية، وفقدت هناك جزءا كبيرا من أسرتها وروحها، ولكنها بشكل ما تنجح في الهرب إلى أميركا، حيث تتعرف على رجل وتعيش معه قصة حب، قبل أن ينضم لهم صديق ثالث يهوى الكتابة ويحلم بأن يصبح روائيا، وبين مثلث الحب والصداقة وذكريات الفقد تصبح صوفي أمام اختيار صعب.


في نهاية العام فازت ستريب بجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة، قبل أن تتوج بالجائزة الكبرى وهي جائزة الأوسكار في فئة أفضل ممثلة في دور رئيسي، ليصبح دور صوفيا خالدا بين أعظم الأداءات التمثيلية في مسيرة ستريب حتى اليوم.
في فيلم “التكيف” (Adaptation) من إنتاج عام 2002، تؤدي “ميريل ستريب” دور كاتبة صحفية يريد بطل الفيلم أن يحول روايتها إلى فيلم، والبطل هنا هو “نيكولاس كيدج” الذي يقوم بدور مؤلف الفيلم “تشارلي كوفمان”.

في هذا الفيلم الغرائبي تلتوي الحبكة وتنقلب رأسا على عقب حينما ندرك أن المؤلف سيتحكم في الجميع، بما فيهم كاتبة الرواية الأصلية، تتحول ميريل ستريب كليا من كاتبة صحفية متميزة ونشيطة في بداية الفيلم، إلى مدمنة مخدرات حزينة ومتقلبة المزاج، تتشبث بالرجل الذي أرادت أن تكتب عنه في بداية الفيلم، وتتورط معه في علاقة رومانسية.
في نهاية العام فازت “ستريب” بجائزة الغولدن غلوب في فئة أفضل ممثلة مساعدة، كما حصدت ترشيحا جديدا لجائزة الأوسكار.
في عام 2006 جسدت “ميريل ستريب” دورا مختلفا تماما عما اعتدناه منها، وهو دور “ميراندا بريستلي” خبيرة الأزياء والموضة القاسية، التي تتحكم في أحد أكبر مجلات الموضة في الولايات المتحدة، كل ذلك من خلال فيلم “الشيطان يرتدي برادا” ( The Devil wear Prada) من إخراج الأميركي ديفد فرانكيل.

رغم قسوة الشخصية التي أدتها “ستريب” في هذا الفيلم، فإنها استطاعت أن تضيف بعدا كوميديا مناسبا لأجواء الفيلم، كما أنها استطاعت في الثلث الأخير من الفيلم إضافة بعد إنساني يعطي للمشاهد تفسيرا مقنعا لتصرفات وسلوكيات “ميراندا بريستلي” طوال الفيلم، حيث الاختيار الصعب بين النجاح في الحياة الشخصية والتحقق في الحياة المهنية.
في نهاية العام فازت ميريل ستريب بجائزة الغولدن غلوب في فئة أفضل ممثلة في فيلم كوميدي، كما حصدت ترشيحا جديدا للأوسكار.