هذا الكتاب يُوثّق مناظرة فكرية نادرة جرت عام 1971 في هولندا بين نعوم تشومسكي، اللغوي والفيلسوف الأمريكي، و*ميشيل فوكو*، الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي. تمحورت حول الطبيعة البشرية، السلطة، المعرفة، والأخلاق، وكشفت عن خلافات عميقة بين العقلانية التنويرية الأمريكية والنقد البنيوي/ما بعد البنيوي الفرنسي، الكتاب يُظهر تباينًا جذريًا في الرؤية بين مفكرَين كبيرَين، تشومسكي يدافع عن فطرة إنسانية تُمكّن من تحقيق العدالة، فوكو يرى أن ما نعتبره “طبيعة” أو “عدالة” هو نتاج لسلطة تاريخية ومعرفية، وبذلك تعكس المناظرة صراعًا بين الحداثة العقلانية و”النقد ما بعد الحداثي”، وتظل مرجعًا مهمًا لفهم الفلسفة السياسية، والمعرفة، والأخلاق في القرن العشرين.
أهم المحاور والخلاصات:
1. الطبيعة البشرية:
– تشومسكي: يؤمن بوجود طبيعة بشرية فطرية مشتركة، وخاصة في اللغة (النحو الكوني)، ويرى أن هذه الطبيعة أساسية لأي فهم للعدالة.
– فوكو: يشكك في مفهوم “الطبيعة البشرية”، ويعتبره منتجًا تاريخيًا يتغير بتغير الظروف الاجتماعية والمعرفية.
2. العدالة والأخلاق:
– تشومسكي: يرى أن بإمكان البشر الوصول إلى معايير أخلاقية موضوعية تستند إلى العقل والطبيعة الإنسانية.
– فوكو: ينتقد فكرة المعايير الأخلاقية العالمية، ويرى أن مفاهيم “العدالة” و”الخير” ترتبط بأنظمة السلطة والمعرفة السائدة.
3. المعرفة والسلطة:
– فوكو: يربط المعرفة دائمًا بالبُنى السلطوية، ويرى أن “الحقيقة” ليست محايدة بل تخدم مصالح معينة.
– تشومسكي: يميز بين “العلم” كبحث عن الحقيقة وبين استخداماته السياسية، ويؤمن بإمكانية موضوعية المعرفة.
4. السياسة والتحرر:
– كلاهما يطمح لمجتمعات أكثر عدلاً، لكن:
– تشومسكي يتبنى منظورًا ليبراليًا-تحرريًا مبنيًا على مبادئ عقلانية.
– فوكو يركز على تفكيك البُنى التي تُنتج “السلطة” و”المعرفة”.
خلاصة كتاب “عن الطبيعة الإنسانية: مناظرة بين نعوم تشومسكي وميشيل فوكو” (1971)
