ضمن فعاليات معرض بيروت الدولي للكتاب وبحضور مجموعة من الأساتذة الكرام، تم إقامة حفل توقيع كتاب “الخطاب عن الفن: بين بيار بورديو وشربل داغر” لمؤلفه د. جوزيف الشرقاوي، أستاذ جامعي من لبنان، حصَّل شهادة الماجستير، ثم شهادة الدكتوراه اللبنانية من الجامعة اللبنانية، كما أصدر كتابًا بعنوان: “فلسفة الفن الإسلامي: مقاربة شربل داغر النقدية”، فضلًا عن عشرات الدراسات المحكَّمة في قضايا الفن والفلسفة والجمالية، لا سيما في المدونة الغربية.
يعالج هذا كتاب “الخطاب عن الفن”، الذي يتعين في مناهج ومقاربات مختلفة، بين الجمالية، والفلسفة وعلوم المجتمع واللسانيات. ولقد اختار د. جوزيف الشرقاوي، لهذا الغرض، التوقف عند مدونة المفكر الفرنسي الراحل بيار بورديو، وعند مدونة المفكر اللبناني شربل داغر.
هي وقفة ضرورية في البحث العربي المعاصر، إذ تنصرف عن المعالجات التقليدية، أو المعهودة في درس الفن، من نقد وتأويل وتفلسف، لتنظر إلى الفن في اجتماعه الأوسع والأشمل، بعيون كلية، متعددة ومتلاقية: تَنظر إلى الإنتاج، والسياق، والاِستهدافات، والتداول، وبناء المعنى في الخطاب. ولقد طلب الكتاب الجمعَ الوجاهي بين مفكرّين لم يشتغلا على المدونة الفنية والتاريخية والخطابية عينها (بين فرنسية عند بورديو، وإسلامية وعربية عند داغر)، ما كان له جدواه في التأكد من مدى صلاحية المنهج، لجهة ارتكازاته وتوصلاته.
فما الذي اجتمعا فيه وأين اختلفا وتباينا؟ ولقد اشتمل الكتاب، بالتالي، على مدونة واسعة في الفن، بين الفن الفرنسي في تجلياته التشكيلية الحديثة، أو في انتاجاته المتوسعة في نطاق الذوق والأساليب، وبين الفن الإسلامي في تكويناته وتعبيراته في تاريخ المجتمعات المعنية، أو في عمليات استجلابه أو “سرقته” مع السياسات الاستعمارية، والفن العربي الحديث في تشكله وتمثلاته وتجلياته المتنوعة والمختلفة.
هكذا جمع الكتاب مدونة تقع في صلب الجدل الفلسفي والجمالي والتاريخي الجاري في الراهن حول الفن، بين ماديته والخطاب الدارس له، ما يسهم في تنمية البحث، وبلورة المنهج، ومعاينة الحدوثات الفنية المختلفة، في مجتمعات، وثقافات، وخطابات، تتباين وتتخالف فيما تتلاقى وتتواجه. والكتاب في هذه يجدد النظر إلى الفن، والتاريخ، والثقافة، والخطاب، ما يمثل إسهامًا مجددًا في المكتبة العربية المعاصرة.
عن دار التنوير