صدر كتاب فرانك فوريدي “أين ذهب كل المثقفين؟” عام 2004. وقد قدم فوريدي نقدًا حادًا للحالة الثقافية والفكرية في الغرب، متسائلًا عن غياب المثقفين الحقيقيين من الحياة العامة، وانحدار الخطاب الثقافي.
تستحضر MA5TV الثقافية، هذا الكتاب هنا والآن، جوابا عن الوضع الراهن..
أهم الأفكار المدرجة في الكتاب:
1ـ تراجع دور المثقف العام:
– يرى فوريدي أن المثقفين فقدوا مكانتهم في التأثير على الرأي العام والسياسة.
– تحوّل المثقف من صاحب مشروع فكري مستقل إلى “خبير” تقني يخدم مؤسسات الدولة أو السوق.
2ـ أزمة الثقافة الأكاديمية:
– ينتقد تحويل الجامعات إلى مؤسسات نفعية تُعلي من المهارات الوظيفية على حساب التفكير النقدي.
– يشير إلى أن التعليم العالي فقد طموحه التنويري، وأصبح يُنتج خريجين لا يهتمون بالأسئلة الوجودية أو القيم العامة.
3ـ الاستسلام للثقافة الجماهيرية:
– يَعتبر أن المثقفين تخلوا عن الدفاع عن القيم العليا للثقافة، وراحوا يُسايرون الذوق العام والشعبوية.
– الثقافة أصبحت ترفيهية بدل أن تكون ناقدة وبنّاءة.
4ـ الرد على النقاد:
– يتضمن الكتاب ردًا على من اتهموه بالحنين للماضي أو النخبوية.
– يُوضح أنه لا يحنّ إلى “المثقف السلطوي”، بل يدعو إلى بعث دور المثقف النقدي المستقل.
الخلاصة:
يحذر فرانك فوريدي من أن المجتمعات التي لا تستمع لمثقفيها تصبح أكثر عرضة للتفاهة الفكرية والانقياد.
المثقف، برأيه، يجب أن يبقى صوتًا نقديًا مستقلاً لا يُطوّع للسلطة أو السوق أو الرأي العام السطحي.
لم يحصل الكتاب على جوائز أدبية أو أكاديمية بارزة. ومع ذلك، فقد أثار الكتاب نقاشًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والثقافية، وتلقى مراجعات نقدية من صحف ومجلات مرموقة مثل The Guardian وTimes Higher Education .
يُعتبر الكتاب مساهمة مهمة في النقاش حول دور المثقف في العصر الحديث، حيث ينتقد فوريدي تراجع المثقفين عن المشاركة الفعّالة في الحياة العامة، وتحولهم إلى “خبراء” يخدمون المؤسسات بدلاً من أن يكونوا صوتًا نقديًا مستقلًا. هذا الطرح أثار اهتمامًا كبيرًا بين القراء والباحثين، مما منح الكتاب تأثيرًا ثقافيًا ملحوظًا رغم عدم حصوله على جوائز رسمية.
الكتاب المقبل: المثقفون لبول جونسون