مواضيع ذات صلة

الثقافة المغربية تتألق في متحف Quai Branly بباريس

في قلب العاصمة الفرنسية باريس، وعلى ضفاف نهر السين، يقف متحف Quai Branly – Jacques Chirac كواحد من أبرز المعالم الثقافية العالمية، مخصصاً للفنون والحضارات غير الأوروبية. وسط هذا التنوع الإنساني، تبرز الثقافة المغربية كواحدة من أكثر التجليات ثراءً وعمقًا، حيث يعرض المتحف مجموعة واسعة من القطع الفنية والتاريخية التي تسلط الضوء على التراث المغربي الأصيل.

سجاد وحِرف نسوية تنبض بالهوية

في أحد أجنحة المتحف، يمكن للزائر أن يتأمل السجاد المغربي التقليدي، المنسوج بأيادي نساء من مناطق الأطلس والجنوب، حيث تتداخل الألوان والرموز لتعكس مفاهيم تتعلق بالهوية، الخصوبة، والارتباط بالأرض. لا يُقدَّم السجاد كمنتج فني فقط، بل كوثيقة إثنوغرافية تنطق بقصص الجماعة وموقع المرأة داخلها.

حلي أمازيغية… تراث حيّ

من بين المعروضات الأكثر جذبًا، نجد الحلي الفضية الأمازيغية التي كانت تُستخدم ليس فقط للزينة، بل أيضًا كوسيلة للتعبير عن الانتماء والمكانة الاجتماعية. قطع نادرة كالأزواج من الـ “فيبولات” (Fibules) تعكس دقة الصياغة وتنوع الأساليب من منطقة لأخرى داخل المغرب.

أسطرلاب تطواني يُبهر الزوار

ويضم المتحف قطعة علمية مميزة: أسطرلاب كروي من مدينة تطوان يعود إلى القرن الثامن عشر، مصنوع من النحاس والفضة. هذا الجهاز الذي استخدمه العلماء المغاربة قديماً في الفلك والملاحة، يُظهر الوجه العلمي للحضارة المغربية ويعكس مدى انخراطها في الحركة العلمية الإسلامية.

دين وتعايش: المغرب نموذج للانفتاح

يحتفل متحف Quai Branly كذلك بتعدد الديانات في المغرب، حيث يُعرض مزيج من الرموز الإسلامية واليهودية التي كانت ولا تزال تشكل نسيجاً متداخلاً من التقاليد والطقوس. قطع نادرة، منها مخطوطات دينية وأزياء طقسية، تشهد على تعايش فريد حافظ عليه المغاربة عبر القرون.

معارض مؤقتة تكرم الزي المغربي

وفي عام 2025، احتضن المتحف معرضاً مؤقتًا بعنوان “الخيط الذهبي”، سلّط فيه الضوء على الأزياء التقليدية من شمال إفريقيا، بما فيها المغرب. تميز المعرض بعرض أزياء نادرة من الرباط، فاس، والأطلس، مع شرح سياقها الثقافي والاجتماعي.