مواضيع ذات صلة

هل سيدمر الذكاء الاصطناعي الكتابة؟

بقلم: يوسف خليل السباعي
هل يهدف الذكاء الاصطناعي إلى تدمير الذكاء البشري، والقضاء على الخلق والإبداع، أو على الإنتاجية كما حددتها كمفهوم جوليا كريستيفا؟
إن الأمر أكثر تعقيدا من كل هذا، ذلك أن الأمر لايتعلق إلا بذكاء بشري حول إلى ذكاء اصطناعي. لأوضح الأمر: لنفترض أن ليس هناك هدفا وراء صنع الذكاء الاصطناعي، وهذا لن يشكل خطرا ما، فالهدف هو ما يمكن أن نرسم له خطوطا، فتتضح معالمه. لنعتبر أن ثمة هنا سلبية ما، ولكن ليس الذكاء الاصطناعي إلا سلبية ما، فهو لايقرأ إلا ما هو مكتوب سلفا من طرف الفكر البشري. لاشيء ذكي بشكل مصطنع.
إن الذكاء الاصطناعي هو ماوراء اللغة الموجودة سلفا والمكتوبة من طرف البشر.
إنه يرتوي من ذكاء بشري موضوع من قبل، فهو يقرأ البيانات والخوارزميات: كل المعلومات هنا، وكل ما أبدعه البشر.
إن التفاعل والتحاور مع الذكاء الاصطناعي ليس هو أن تجعله يسلبك حريتك وإبداعك، بل أن تستثمره لفائدة ما، وبشكل ما.
هل سيدمر الذكاء الاصطناعي الكتابة مثلا، فينوب عنا في ذلك؟! قد يفعل وبمقدوره ذلك، في حالة كسل الكتاب والمبدعين! لكن الذكاء الاصطناعي لايمكن أن يكون كاتبا، لسبب واحد أن الكاتب حر وقادر على الاختيار، وليس موجها، في حين أن الذكاء الاصطناعي موجه، ومستخدم، وتابع… إنه “روبوت ” يريد أن يكتسي لحم الإنسان ودمه، وهذا صعب التحقق.
شيء واحد قد يستفاد منه في التعامل مع الذكاء الاصطناعي هو أن نخضعه لقراءة روايات مثلا، كما أفعل أنا بخصوص روايتي القصيرة ” النسر” من خلال مفاهيم لكتاب ونقاد ومفكرين وفلاسفة وعلماء… ولكن حتى هذه تتطلب معرفة دقيقة بهذه المفاهيم.
الذكاء الاصطناعي تجربة ٱلية من تجارب العلم والتكنولوجيات الحديثة التي اخترعها الإنسان نفسه لجعله يظهر بشكل معاصر، مثل الجريدة التي كان يتباهى بها الإنسان في القرن الماضي ليكون معاصرا.
ماسيأتي به المستقبل سيكون أكثر تطورا!