مواضيع ذات صلة

الشاشة الكبرى تظهر في فضالة

بقلم : آية الحمري

في يوم مشمس من أيام المحمدية، وبتاريخ 12 يونيو 2025، التأم عشاق السينما وصناعها في فضاء خاص، حيث تحوّلت المدينة إلى منصة للاحتفال بالعدسة والإبداع. إذ جاء هذا الحدث بمبادرة من المدرسة الوطنية العليا للفنون والتصميم (ENSAD) بشراكة مع المدرسة الوطنية العليا للتقنيات (ENSET)، عبر تنظيم الدورة الأولى من مهرجان فضالة للشاشة الكبرى (Fedala Grand Écran).
هذا المهرجان لم يكن مجرد عرض للأفلام، بل كان احتفاءً بالفن السابع كوسيلة تعبير حية ومتجددة، تقرّب بين الأجيال وتخلق جسورًا بين الثقافات.


اتسمت أجواء المهرجان بتنظيم محكم يعكس الاحترافية العالية للقائمين عليه، و يليق بالأكاديمية ، حيث تم استقبال الضيوف والطلاب والمهنيين وسط فضاء يسوده الاحترام والانضباط. لم يكن المهرجان مجرد عرض أفلام، بل كان تجربة غامرة طغت عليها سحرية الفن، حيث تلاقت النظرات الشابة الطامحة مع خبرات صناع السينما المحترفين في فضاء إبداعي نابض بالحياة. لقد تحوّلت مدينة المحمدية لعدة أيام إلى منصة تجمع بين جمالية الصورة وعمق الفكرة.
إن من أبرز لحظات المهرجان، عرض الفيلم الإيطالي “Questa notte parlami dell’Africa” (حدثني عن إفريقيا هذه الليلة)، من توقيع المخرج ومدير التصوير الإيطالي Luca La Vopa. الذي حضر خصيصًا لمشاركة الجمهور تجربته. الفيلم يأخذ المشاهد في رحلة شاعرية وإنسانية، حيث ينسج خيوطًا حساسة بين قضايا الهجرة، الهوية، والتصالح مع الذات. بأسلوبه الهادئ والمليء بالرموز، استطاع La Vopa أن يقدّم عملاً بصريًا يمسّ الأعماق دون ضجيج. وهو عمل سينمائي رفيع المستوى حيث لا يستسلم للدراما المفتعلة، بل يغوص في تفاصيل العلاقات الإنسانية والتقاطعات الثقافية ما بين أوروبا وإفريقيا. كما لاقى الفيلم تفاعلاً كبيرًا من جمهور المهرجان، خاصة مع حضور المخرج شخصيًا، حيث أضفى بلقاؤه البسيط والإنساني لمسة حميمية على عرض عمله.
صفوة القول … مهرجان فضالة ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو مشروع فني طموح يحمل رسالة واضحة: السينما في المغرب قادرة على أن تكون جسرًا للمعرفة، والحوار، والإبداع، متى ما وجدت من يحتضنها بهذه الروح.