وأنا أبحث في تاريخ الأدباء، وجدت شيء جميل له علاقة بصدق الأدباء، يكمن في الحب، وتذكرت مقالا جميلا لإميل زولا، اسمه كيمياء الحب، وتساءلت مهاي علاقة الحب بالمجال العلمي وبالعقل عموما، فوجدت بحث يشير أنه خلص باحثون إلى أن الوقوع في الحب لا يستغرق أكثر من 10 ثوان، لكن الخلاف يظل قائما حول أسباب الحب، وهل تحددها صفات شكلية بحتة معتمدة على التشابه بين الطرفين، أم هناك أشياء أخرى..
كثرت النظريات حول الطريقة التي يختار بها الإنسان شريك حياته، وما إذا كانت “كيمياء الحب” تعتمد على الشكل الخارجي فقط، أما أن الصفات الداخلية تلعب دورا فيها. ويعتقد بعض العلماء أن التشابه هو أساس الانجذاب للجنس الآخر بنفس الطريقة التي تحدث بين الحيوانات، التي تنجذب لبعضها وفقا لمعايير شكلية لها علاقة باللون وشكل الفراء. أما بالنسبة للإنسان فإن معايير مثل السن والتعليم والوضع الوظيفي تلعب إلى جانب الشكل دورا في الاختيار.
اهتماما بعنصر الشكل، يقوم موقع تعارف أمريكي على الإنترنت، باختيار الرجال والنساء المتوافقين اعتمادا على تقييم صورهم ورصد التشابه في المواصفات الشكلية، معتمدين على فكرة أن “شرارة الحب تشتعل” عندما نجد شخصا يشبهنا في الملامح”، وفقا لما جاء في تقرير لمجلة “بريغيته” الألمانية.
وكمحاولة لفك “لغز الحب”، قال الباحث السلوكي النمساوي كارل غرامر إن الوقوع في الحب لا يستغرق أكثر من 10 ثوان. فالإنسان يستطيع خلال هذه الفترة القصيرة جدا، أن يقرر ما إذا كان الشخص الذي يقف أمامه يصلح لأن يحبه أم لا. ويرفض غرامر، الذي شارك في أبحاث عديدة بشان الانجذاب العاطفي، فكرة أن الانجذاب يعتمد على العثور على شخص يكمل شخصيتك، مؤكدا أن “زيادة التشابه في الصفات الشخصية، يزيد من معدلات نجاح العلاقة”. ولو كان في صفات قوية وأحيانا تصادمية.
وحول أهمية التشابه الشكلي يضيف غرامر لمجلة “بريغيته”: “لم تتوصل أبحاثنا حول الشكل الخارجي إلى نتائج مقنعة، يلعب التشابه الشكلي دورا في العلاقة، لكن لا يمكننا بعد تحديد إلى أي مدى يحدث هذا الأمر”.
وهنا أسرد لكم كلاما وحكما جاءت على لسان وقلم كبار المبدعين..
1ـ كتب كافكا إلى ميلينا :أنا لا أحبٌّكِ أنتِ . بَلْ أُحبُّ ما هو أكثر من ذلك ، أُحبُّ وجودي الذي يتحققُ من خلالكِ
2ـ كتب مريد البرغوثي إلى رضوى عاشور : أنتِ جميلةٌ كوطن مُحرر، وأنا مُتعبٌ كوطن مُحتل .
3ـ من غسّان كنفانّي إلى غادة السّمان :مأساتي و مأساتُك أنني أحبُّكِ بصورةٍ أكبر من أنْ أُخفيها وأعمق من أنْ تَطمُريها.
4ـ من جولييت إلى فيكتور هوجو : أحبّك، إنها حقيقةٌ! أحبُّكَ رغماً عني، رغماً عنك، رغماً عن كل هذا العالم.
5ـ من جبران إلى ميّ زيادة : احبُّ صغيرتي غير أنّني لا أدري بعقلي لماذا أحبُّها ؟ يكفي أنّني أحبُّها بروحي و قلبي
6ـ من ليو تولستوي إلى ڤاليريا آرسينڤ: قد أحببتُ جمالك مُنذُ زمن، ولكني بدأتُ للتو في حبِّ الخالد والأزليّ فيك -قلبك، روحك.
7ـ من دوستويفسكي لزوجته آنّا:
“لم أخنْكِ حَتى في الذاكرة”
8ـ من جالا إلى بول إيلوار : دلّلني. اشفق عليَّ ، لستُ أملكُ شيئاً، لا كبرياء ولا طموح، إنني عارية وضعيفة أمامك.”
9ـ من الأديب الرّافعي إلى الأديبة ميّ زيادة: لو رأيتيني وأنا أقرأُ رسائلِكِ لرأيتِ أنكِـ لا تكتبينّ لي كلامًا.. بل تزرعينّ في الورقِ زَهر أنفاسِكِ فيأتيني فأقرأهُ..
فعلا هو كلام يسمع بكل الحواس، يرى ويشاهد ويلمس ويحس، لأنه آت من كيمياء الحب.
كيمياء الحب
