مواضيع ذات صلة

الرهان على الفعل الثقافي مساهمة تنموية

جاءت ما 5 تيفي الثقافية، لتفعل وتتفاعل مع المجال الثقافي بتعدد أنماطه واتجاهاته وحساسياته، ونجدها بارزة بشكل من الأشكال في التوصيفات التي نوزع حولها مواضيعها ومقالاتنا والتي وضعناها لكي نتفاعل مع مسارات الثقافة واتجاهاتها وتعددها، واليوم بهذه المقال، وكأننا نبسط أمام القارئ والفاعل الثقافي، خطنا التحريري..

أحمد طنيش


من ضمن التعاريف العلية للثقافة: تعتبر الثقافة مجموعة تراكمات من الاختراعات والإكتشافات التي تصبغ الإنسان بطابعها المهني الحديث وتحيله إلى كم هائل من المعلومات والخبرات الذاتية بسبب تقدم وسائل الإنتاج المعرفي.
ويعرف التاريخ الثقافي: مجموعة من العادات والتقاليد والأعراف التي تميز مجموعة من الأشخاص وتجعلهم ينطوون تحت جناحها ويختلف التاريخ الثقافي بين الآباء والأبناء ولقد أدت العولمة إلى انتشار هذه الظاهرة وتفشيها خصوصا الثقافة الغربية، وظهور مفهوم الغزو الثقافي والاستعمار الثقافي حيث تهمين ثقافة المستعمر ولغته على الثقافة واللغة الأصليين، مما يؤدي إلى ظهور جيل ينتمون عقلاً إلى المستعمر ويحققون أهدافه ويعد هذا أخطر أنواع الاستعمار لتأثيره الكبير وانتشاره الواسع وصعوبة التخلص منه، ولو وضعت استراتيجيات وغيرها.
المؤرخ والثقافة:
أشير للتاريخ الثقافي من قبل المؤرخين في القرن التاسع عشر مثل الباحث السويسري لتاريخ عصر النهضة ياكوب بوركهارت. وبذلك يتداخل التاريخ الثقافي في نهجه مع الحركات الفرنسية لـتاريخ العقليات (فيليب بوراييه، 2004) وما يُسمى التاريخ الجديد، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بمجال الدراسات الأمريكية في الولايات المتحدة. كما صورها ومارسها في الأصل المؤرخ السويسري في القرن التاسع عشر ياكوب بوركهارت إزاء النهضة الإيطالية، كان التاريخ الثقافي موجهًا لدراسة فترة تاريخية معينة بأكملها، أي ليس ما يتعلق بالرسم والنحت والعمارة فيها فقط، بل بالأساس الاقتصادي الذي يقوم عليه المجتمع، والمؤسسات الاجتماعية في حياته اليومية أيضًا، يمكن رؤية أصداء نهج بوركهارت في القرن العشرين في كتاب يوهان هويزنغا تلاشي العصور الوسطى (1919).
غالبًا ما يجري التركيز على الظواهر التي تشاركها الجماعات غير النخبوية في المجتمع، مثل: الكرنفال، والمهرجان، والطقوس الشعبية؛ وتقاليد الأداء الفني للقصة، والملحمة، والأشكال الشفهية الأخرى؛ والتطورات الثقافية في العلاقات الإنسانية (الأفكار، والعلوم، والفنون، والتقنيات)؛ والتعبيرات الثقافية للحركات الاجتماعية مثل القومية. وتجري أيضًا دراسة المفاهيم التاريخية الرئيسية مثل النفوذ، والأيديولوجيا، والطبقة الاجتماعية، والثقافة، والهوية الثقافية، والاتجاه، والعرق، والإدراك الحسي، والأساليب التاريخية الجديدة كرواية للإنسان. تنظر العديد من الدراسات في تكييف الثقافة التقليدية مع وسائل الإعلام (التلفاز، والإذاعة، والصحف، والمجلات، والإعلانات، وما إلى ذلك)، ومن الطباعة إلى الأفلام، والآن إلى الإنترنت، والذكاء الاصطناعي وما بعده (ثقافة الرأسمالية). تأتي مناهجها الحديثة من دراسة تاريخ الفن، والحوليات، وتاريخ المدرسة الثقافية والفنية ، والتاريخ الكلي، والتاريخ الثقافي الجديد.
تضمنت ركائز النظرية الشائعة للتاريخ الثقافي الحديث الآتي: صياغة يورغن هابرماس للحيز العام في التحول الهيكلي للحيز العام البرجوازي؛ ومفهوم كليفورد غيرتس حول «التوصيف العميق» (الذي شُرح مثلًا في تفسير الثقافات)؛ وفكرة الذاكرة كفئة ثقافية تاريخية، كما نوقش في كتاب بول كونرشن كيف تتذكر المجتمعات.