مواضيع ذات صلة

الفن والثقافة في خدمة المجتمع

بقلم: ايمان فنكاش

يُعتبر الفن والثقافة من أهم الركائز التي تساهم في تطوير المجتمعات وبناء الإنسان، فليسا مجرد ترف أو تزيين للحياة، بل هما أدوات فعالة للتربية، التوعية، والحوار، كما أنهما مرآة المجتمع حيث أن الفن يعكس الواقع بكل تفاصيله، ويُسلّط الضوء على قضايا حساسة مثل الفقر، العنف، الهجرة، والظلم الاجتماعي. المسرح، السينما، والموسيقى ليست فقط وسيلة للترفيه، بل تُعبّر عن صوت المواطن وتنقل رسائل قوية تُحفّز التفكير والتغيير. ثم الثقافة كمصدر للهوية والإنتماء.
فالثقافة تساهم في الحفاظ على اللغة، التقاليد، والذاكرة الجماعية. من خلال الكتب، والشعر، تُنقل القيم وتُغرس في الأجيال روح الإنتماء للوطن والتاريخ، مما يخلق مجتمعاً أكثر تماسكاً.
أولا : الفن والثقافة في التربية.
يمكن إدماج الفنون في المؤسسات التعليمية لتطوير الإبداع والذكاء العاطفي لدى التلاميذ. كما تساهم الأنشطة الثقافية في نشر قيم التسامح، احترام الآخر، والاختلاف.
تانيا : أداة لمحاربة الجهل والتطرف.
في وجه الأفكار المتطرفة، يُعتبر الفن والثقافة درعاً يحمي العقل. المجتمعات التي تُشجع الإبداع والحوار، تكون أكثر مرونة وقادرة على احتواء الاختلاف.
رابعا : الفن كعلاج نفسي واجتماعي.
الرسم، الموسيقى، والكتابة تُستخدم في العلاج النفسي، خصوصًا للأطفال وضحايا العنف. كما تُستخدم في إعادة إدماج السجناء أو الأشخاص في وضعية هشاشة.
دون أن ننسى دورها الاقتصادي والتنموي فالصناعات الثقافية تخلق فرصا للعمل وتحرك عجلة الاقتصاد المحلي بالإضافة الى دورها المهم في الترويج للسياحة .
أما في فترات الأزمات، فالفن يصبح صوت الشفاء. بعد الحروب أو الكوارث، لا يعود للناس إلا الأغنية، اللوحة، الحكاية… كطرق رمزية لمداواة الألم الجماعي. إنه لغة لا تحتاج للشرح، لكنها تعانق الروح وتساعد على تجاوز الجراح.
علاوة على ذلك، يرسّخ الفن قيم المواطنة المسؤولة. من خلال أعمال تفتح النقاش وتحترم الاختلاف، يتعلّم الأفراد التفكير النقدي، الحوار، والانخراط الواعي في المجتمع. كما أن الفن يلعب دورًا في إعادة بناء الذات، حتى في السجون، حيث تُستخدم البرامج الثقافية والفنية لإعادة تأهيل السجناء ومساعدتهم على الاندماج من جديد في المجتمع.
إن المجتمعات التي تُقدّر الفن وتدعمه، هي مجتمعات تُراهن على الوعي لا العنف، على التعبير لا القمع، وعلى الجمال كقوة للتغيير. ولهذا، يظل الفن والثقافة ليسا ترفًا، بل ضرورة اجتماعية وإنسانية.
في الختام، الفن والثقافة ليسا كماليات، بل ضرورة لبناء مجتمع صحي، واعٍ، ومبدع. مجتمعات اليوم في حاجة إلى الاستثمار في الفنون والثقافة، لأنها السبيل نحو إنسان حر، و متوازن فكريا.