MA5TV الثقافية
“يُعد جون ديوي أحد أبرز فلاسفة التربية في العصر الحديث، وقد شكّل كتابه “المدرسة والمجتمع” لحظة مفصلية في النقد التربوي المعاصر. في هذا العمل، ينتقد ديوي أنماط التعليم التقليدي القائم على التلقين وحشو الأذهان، ويدعو إلى تربية تنطلق من حاجات الطفل واهتماماته، لا من مناهج مفروضة سلفًا.
يرى ديوي أن المدرسة ليست مؤسسة منفصلة عن الحياة، بل ينبغي أن تكون امتدادًا لها، ومجتمعًا مصغّرًا يُتيح للطفل اختبار القيم الاجتماعية كالتعاون والمشاركة والمسؤولية. فالتعليم، في نظره، لا يقتصر على الصف الدراسي، بل يشمل الأسرة، وساحات اللعب، ومجالات العمل، ويتواصل على امتداد حياة الإنسان.
وبدلًا من إعداد الطفل لاجتياز الامتحانات، يُوجّه ديوي المدرسة نحو إعداد الطفل للحياة ذاتها، عبر ربط المعرفة بالفعل، وتنمية التفكير النقدي. ولهذا، عرّف التربية بأنها “نمو” و”توجيه اجتماعي”، مؤكدًا أن وظيفتها الأساسية هي تمكين الطفل من فهم بيئته والتفاعل البنّاء معها.”