بقلم : حفصة الغزواني
خلال فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، شاهدنا عرضًا مسرحيًا بعنوان الريح، قدمته فرقة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمراكش. المسرحية يوم الأحد 13 يوليوز 2025، بالمسرح سيدي عثمان، تناولت موضوعات نفسية واجتماعية عميقة بأسلوب بسيط بعيد عن التعقيد.
تدور الحبكة حول ثلاثة إخوة يعيشون في فضاء ضيق ومغلق، مليء بالذكريات المؤلمة والصراعات العائلية. الأخ الأكبر يعيش في حالة من التوهان، ويعتقد أنه مسؤول عن وفاة والديه بسبب المشاكل والخلافات التي شهدها البيت. يتخيل أنه متهم ومحاكَم من قبل إخوته الذين جسدوا أدوار القاضي والمدعي العام.
تكشف المسرحية عن التوترات العائلية بين الوالدين، حيث كانت الخلافات والاتهامات متبادلة، ما ترك أثراً كبيراً على الأبناء، خاصة الأخ الأكبر الذي يحلم بالتحرر والخروج من ذلك الحصار النفسي.
تميزت السينوغرافيا بالبساطة، حيث تم استخدام ثلاثة كراسٍ وشريط أصفر يرمز إلى مسرح الجريمة، مما أضفى أجواء من الرمزية والعمق على العرض، وركز على المشاعر والأداء أكثر من الديكور المعقد.
كان العرض مؤثرًا للغاية، ونقل رسالة واضحة عن الألم والحرية والرغبة في الخلاص، مؤكداً أن المسرح الجامعي قادر على تقديم قضايا إنسانية هامة بلغة فنية راقية وبأسلوب قريب من المتلقي.
