مواضيع ذات صلة

بيان الدار البيضاء للمسرح الجامعي

الجائزة الكبرى للمهرجان عادت لأكاديمية الفنون المسرحية المدنية نيكو بيبي من إيطاليا، بعرضها المسرحي: “قصص رائعة لبقية الحياة”.

 تقرير المسؤول الإعلامي للمهرجان: أحمد طنيش

شهدت مدينة الدار البيضاء خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 15 يوليوز 2025، فعاليات الدورة 37 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، المنظم من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك ـ الدار البيضاء، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بشعار دال وموحي: “المسرح والديبلوماسية الفنية والثقافية”، هذا المهرجان الذي يعتبر مؤتمرا مسرحيا فوق العادة المدعم للديبلوماسية المغربية على المستوى الثقافي والفني؛ لذا نعتبر منجزه وما يحققه وحققه من تواصل وتلاقح الثقافات وحوار شبيبة العالم، يستحق هذا البيان للمسرح الجامعي لهذه المدينة التي شهدت تاريخيا قبل 82 سنة عن ذاكرة مؤتمر أنفا الذي عقد في الدار البيضاء سنة 1943، ومن نتائجه ترسيخ أهمية الاستراتيجية والديبلوماسية للمغرب حيث تحولت الدار البيضاء إلى مركز عالمي لاتخاذ القرارات، وللإشارة فقد سبق وقبل 83 سنة أن حقق فيلم كازابلانكا للمخرج مايكل كورتيز، الديبلوماسية الفنية وهو من إنتاج سنة 1942، لذا فالدار البيضاء ليست عاصمة اقتصادية وإسمنتية وعمرانية كما يظن البعض فقط، بل هي عاصمة ثقافية وفنية وديبلوماسية وغيرها وتعتز أنها موطن ملتقيات وحوار الثقافات والأديان كما الحضارات والهويات، ومع المهرجان الدولي للمسرح الجامعي تؤكد أنها عاصمة المسرح الجامعي.
في هذا المؤتمر المسرحي الجامعي البيضاوي، شاركت فرق مسرحية جامعية وعربية ودولية وفعاليات وطنية ودولية كانت لها مهام في لجنة التحكيم والمحترفات التكونية، ممثلة للقارات الخمس، انطلق المهرجان/ المؤتمر بشكل فعلي، من مطار محمد الخامس، يومين قبل المهرجان ويمتد تقريبا يومين بعد المهرجان، وتعود مهمة قيادة هذه المهمة لمسؤول المواصلات وربط خارجية المهرجان بداخليتها وجغرافية الفضاءات المسرحية، للسيد عبد اللطيف اجبيلي بمساعدة طلبة من الكلية وموظفين وسائقي الحافلات تابعين لبعض مقاطعات الدار البيضاء الذي يدعمون المهرجان لوجستيكيا.
استقبل المهرجان وفود من الجامعات الوطنية والدولية، فرقتين مسرحيين من إيطاليا بعرضين مسرحيين لكل من أكاديمية الفنون المسرحية المدنية نيكوبيبي وأكاديمية المسرح في روما صوفيا أميندو وفرقتين من ألمانيا بعرضين مسرحيين لكل من كورس فلورنت وجامعة ماكروميديا للعلوم التطبيقية وفرقة من أرمينيا بعرض مسرحي لمعهد يريفان الحكومي للمسرح والسينما وفرقة من تونس للمركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية بعرضها المسرحي بالإضافة لعروض مسرحية مغربية لكل من كلية العلوم بنمسيك كلية الآداب عين الشق كلية الآداب المحمدية كلية اللغات والفنون سطات كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية مراكش كل هذه المؤسسات الجامعية قدمت عروضا بمضامين فكرية مختلفة، تمثل ثقافات ولغات ومرجعيات محلية وكونية، مع رؤى تنزيل جمالي، له خلفياته ومرجعياته.
ضمت لجنة التنظيم التي قادت هذه المهام قرابة 30 فاعلا إداريا وموظفين وأستاذة ومهنيين، وقد قادت هذه اللجنة مهام خارجية للمهرجان وأخرى داخلية، قادتها رئيسة المهرجان عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك ـ الدار البيضاء، الأستاذة ليلة مزيان وهندسها مدير المهرجان الأستاذ محمد أغليميو، والمدير الفني الأستاذ هشام زين العابدين، بتفاعل وتسهيل المهام وقيادتها من طرف أطر المؤسسة، وصولا للمهمة التحقيقية للمهرجان بدء من استقبال الوفود من مطار محمد الخامس وصولا إلى الاستقبال والإقامة الكاملة، والتنقل بين المسارح، وقد بسطت لها قبلا برمجة واستجابة للتحضير الفني والتقني واللوجستيكي لأداء مهامها داخل المسارح، بقيادة إدارة المسارح وتقنيوها الذين ساهموا في تنزيل الديبلوماسية الثقافية والفنية، بإدارة تقنية سيما وتوزعت جغرافية العروض المسرحية على فضاءات مدينة الدار البيضاء بسعتها شرقا وغربا شمالا وجنوبا، لغاية تقريب المسرح من الجمهور، وهو المعتاد الذي ألفه المتلقي وبذلك من الممكن أن نقول أن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي خلق جمهورا مسرحيا لمسرح جامعي قريب من البحث الفني ومن التجريب ورؤى المدارس الفنية، لكنه في نفس الوقت قريب من الفرجة والفسحة الفنية، وقد توزعت هذه العروض على خشبات الفضاءات المسرحية، فضاء عبد الله العروي، ببنمسيك برحاب كلية الآداب بنمسيك، المركب الثقافي مولاي رشيد، بين حي مولاي رشيد وبورنازيل وأحياء أخرى قريبة، المسرح الكبير ابن امسيك، قريب من سباتة وحي جوادي وعين الشق، وغيرها من الأحياء، والمركب الثقافي سيدي بليوط، بوسط المدينة حيث تنزل كل الأحياء الدار البيضاء وتأتي مدن أخرى، تم استوديو الفنون الحية بطريق أزمور بالحي الحسني قريب من سيدي الخدير وحي الولفة وطاماريس وأحياء المحيط.
بتاريخ 10 يوليوز 2025، بالمركب الثقافي مولاي رشيد، كان اليوم الأول مع حفل الافتتاح، الذي أجمعت كلماته الرسمية، أن هذا الحدث يعتبر عرسا مسرحيا ويؤكد أنه مؤتمرا مسرحيا وديبلوماسيا ثقافيا وفنيا فوق العادة، صرح فيه السيد عامل صاحب الجلالة على عمالة مقاطعات مولاي رشيد، والسيد رئيس جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، والسيدة عميد كلية الآداب بنمسيك ـ الدار البيضاء، رئيسة المهرجان، أن هذا المهرجان مكسب للجامعة وللدار البيضاء والمغرب، وأنه مند انطلاقته وهو يواصل الشراكة والحوار بين الأجيال والجغرافيات الدولية والحضارات وقد أسس لحدثه المستمر في رسالته؛ لذا تدعوا الضرورة لاستمراريته ودعمه ماديا ومعنويا وفكريا، كما أكد حفل الافتتاح بحضوره النوعي لمدبري الشأن العام والمحلي، وعمداء المؤسسات الجامعية وومثلي السلطة المحلية والمصالح الخارجية، أن هذا المهرجان فعلا هو مهرجان الدار البيضاء ونافدة ديبلوماسية تطل على الذات والآخر وتستشرف المستقبل.
انطلق المهرجان بأربعة أيام مهرجانية (أيام 11،12،13،14 يوليوز 2025) برمج لها 11 عرضا مسرحيا و 3 محترفات تكوينية، وكان التفاعل والتواصل والفرجة لتتبع متلقي العروض والاستفادة من الورشات لعدد كبير من الجمهور المهرجاني والضيوف وعموم الجمهور، ونعتبر أنه رفع الإيقاع وخلق بالمهرجان الحدث الثقافي في الدار البيضاء بإطلالة متوسعة بفضل الديبلوماسية الثقافية والتواصلية ساهم فيها الإعلام الذي كان مواكبا ووسيطا وناقلا.
تأتي لحظة اليوم السادس مع حفل الاختتام، بتاريخ الثلاثاء 15 يوليوز 2025، مرة من نقطة الانطلاق والوصل المركب الثقافي مولاي رشيد، لتتويج الدورة 37 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي التي لامست وحققت رهاناتها، على جميع المستويات، لذا صرحت السيد عميدة الكلية رئيسة المهرجان الأستاذة ليلى مزيان بما يلي: “أنتم من جعل هذه الدورة ممكنة، وأنتم من يمنحها الآن معنا، معنى الختام الهادئ، الذي لا يعلن نهاية، بل بداية جديدة، سيما وقد كان المهرجان هذه السنة مساحة تعب صادق، تعب جميل، منذ 6 أيام اجتمعنا حول الفن حول المسرح، وحول ذلك الشيء العميق الذي لا يرى، لكنه وحده القادر على أن يجعل الجامعة حية”.
ضمن المهام الداخلية للمهرجان، توفير جو العمل للجنة التحكيم التي خص لها مرافق ومترجم منسق الأعمال مكلف بمهمة التنقل بين المسارح، مع الأستاذ خالد لحلو، مكونات لجنة التحكيم كانت ممثلة برئيس اللجنة الأستاذ رونالد راند من الولايات المتحدة الأمريكية، ومقرر اللجنة ذ. عبد المجيد شكير من المغرب، وأعضاء اللجنة ضمت الأساتذة التالية أسمائهم: فيليب ميرتز من فرنسا، وفيكتور ايمانويل جاكونو من مالطا، ورشيد بييي من المغرب، وفرت للجنة التحكيم كل الشروط المهنية والحيادية وأقامت جلساتها التقييمية بفضاء إقامتها الخاصة بعيدا عن المهرجانيين، لذا نوهن هذه اللجنة بالشروط الفنية والتقنية والوجستيكية التي وفرت لها وتوصي باستمرار المهرجان كموعد مسرحي دولي، مع الدعوة إلى تطويره وإغنائه بكل ما يستحق حتى يظل فضاء للإبداع المسرحي الجامعي بمختلف تجاربه وحساسياته الفنية.

نتائج لجنة التحكيم:


1ـ جائزة التمثيل إناث: حصلت عليها مناصفة (فراي ساندي من ألمانيا عن عرض فتيات كاليفورنيا / وصال بن مرزوق من تونس عن عرض إليك معلمتي).
2 ـ جائزة التمثل ذكور: حصل عليها مناصفة ( أحمد العلوي من كلية المحمدية عن عرض ريد/ ياسين زروق من كلية سطات عن عرض منامات جحجوحية)
3ـ جائزة السينوغرافيا: لعرض فتيات كاليفورنيا من ألمانيا
4 ـ جائزة الإخراج: للمخرج كلاوديو دي ماليو من إيطاليا/ عن عرض قصص رائعة لبقية الحياة
5 ـ جائزة الانسجام الجماعي: حصل عليها، مناصفة كل من: (العرض الإيطالي: أغنية الذعر، لأكاديمية صوفيا أميندوليا/ العرض المغربي: منامات جحجوحية، من كلية سطات)
6 ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة: للعرض التونسي إليك معلمتي، للمركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية.
7ـ جائزة أفضل عمل مسرحي: للعرض المسرحي “قصص رائعة لبقية الحياة”، لأكاديمية الفنون المسرحية المدنية نيكو بيبي من إيطاليا.
يختتم بيان المهرجان الدولي لمسرح الجامعي للدار البيضاء، برسالة استمرار للدورة 38 ورهانها القاري المعلن عن ضيوف السنة المقبلة اسبانيا والبرتغال وضمنيا في المغرب، عربونا لشراكة ديبلوماسية تنموية لها الأفق.