عشنا يوم الإثنين 14 يوليوز 2025، لحظات اليوم الأخير من العروض المسرحية لفعاليات الدور 37 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء للدار البيضاء، واليوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025 تستعد البيضاء لاختتام عرس مسرحها الجامعي..
بقلم : حفصة الغزواني
احتضن المركب الثقافي مولاي رشيد، يوم الاثنين 14 يوليوز 2025، عرضاً مسرحياً بعنوان “دوي”، قدّمه طلبة كلية العلوم بن مسيك – الدار البيضاء، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي. المسرحية كانت صرخة فنية وإنسانية قوية، تناولت القضية الفلسطينية من زاوية إنسانية مؤلمة، حيث تم تسليط الضوء على المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال. ركز العرض على مشاعر الفقد والخوف والتمزق، خصوصاً بين من يرغب في مغادرة البلاد هرباً من الموت، وبين من يرفض مغادرة أرضه رغم الألم.
العمل كان من تقديم ثلاث فتيات فقط، لكنهن استطعن أن يحملن وجع شعب بأكمله. من أكثر المشاهد تأثيراً، ذلك المشهد الذي تساقط فيه التراب والدم فوق أجساد الممثلات، في لحظة رمزية تُجسّد سقوط البيت الفلسطيني والموت الذي يطارد أهله. لم يكن مشهداً عادياً، بل كان نهاية مؤلمة لحكاية صمود قصيرة.
وفي مشهد آخر عميق الدلالة، قامت إحدى الشخصيات بجلب ميكروفون للاجئين، محاولة أن تتيح لهم فرصة الحديث عن معاناتهم. لكن الميكروفون كان يشتغل فقط حين يتحدثون عن تفاصيل الحياة العادية، بينما كان يصمت تماماً عند محاولتهم التعبير عن الألم. ومع هذا الصمت، لجأوا إلى تقليد أصوات حيوانات مثل القطة، المعزة، والذئب، ومع ذلك لم يسمعهم أحد… إلى أن قلدوا صوت الكلاب، فحينها فقط تم سماعهم، في إشارة مؤلمة إلى الكيفية التي يُنظر بها إلى الفلسطيني حين يحاول أن يروي ألمه.
الجمهور تفاعل مع المسرحية بقوة، وصفق بحرارة في أكثر من لحظة. العرض لم يمر مرور الكرام، بل ترك أثراً واضحاً على وجوه المتفرجين، لأنه ببساطة لامس جرحاً ما زال مفتوحاً.
“دوي” لم يكن عرضاً مسرحياً عادياً، بل كان صوتاً خرج من بين الركام، حاملاً رسالة مقاومة، وباحثاً عن أذن تُنصت لما لا يُقال، إنه العرض الذاكرة، الذي يوثق لزمن النكران الإنسانية..