مواضيع ذات صلة

لحظة مع كتاب “علم اجتماع الفلسفات”

MA5TV الثقافية

اليوم في ضيافة لحظة مع كتاب،”علم اجتماع الفلسفات” تأليف : راندال كولينز، ترجمة : خليفة الميساوى.
تاريخ النشر: 01/01/2019، الناشر: جسور للترجمة والنشر عدد الصفحات : حوالي 1500 صفحة (الكتاب مكون من مجلدين ) الكتاب يحول الفلسفة من سيرة عظماء إلى علم اجتماعي ديناميكي، يظهر كيف تُخلق الأفكار في بوتقة التفاعلات البشرية. رغم تعقيده، فهو يُعد مرجعًا أساسيًا لفهم لماذا تظهر بعض الأفكار في أماكن وأزمنة محددة، يقدم كولينز من خلال هذا الكتاب نظرية سوسيولوجية شاملة تفسر كيف تنشأ الفلسفات وتتطور عبر التاريخ والعالم، مع التركيز على الشبكات الفكرية والصراعات المعرفية كقوى محركة للتغيير.وأطروحة كولينز الرئيسية هنا هي أن الفلسفة ليست نتاج عبقرية فردية، بل هي نتاج تفاعلات اجتماعية داخل “شبكات المثقفين” والإشارة إلى التنافس على “الانتباه الفكري” باعتباره الوقود الذي يدفع الإبداع الفلسفي والسياق المادي (مثل المؤسسات التعليمية، الرعاية السياسية) التي تحدد مسارات الأفكار.
بمعنى آخر: أن الفلسفة والعلوم لا تنمو في فراغ وتتطور داخل مجتمعات فكرية تتنافس على المكانة والشرعية وتساهم في النجاح الفكري المرتبط بالشبكات الاجتماعية والدعم المؤسسي.
المنهجية المعتمدة للكتاب : التاريخ المقارن عبر الحضارات، حيث يحلل كولينز تطور الفلسفة في:
الصين (الكونفوشيوسية، الطاوية) والهند (البوذية، الجاينية) والإشارة للعالم الإسلامي (الكندي، ابن رشد).تم أوروبا (من العصور الوسطى إلى الحداثة).مثال: الصراع بين الفلاسفة المسلمين وعلماء الكلام
يناقش كولينز كيف أدت منافسة المدارس الفكرية (مثل المعتزلة vs الأشاعرة) إلى إنتاج نظريات أكثر تعقيدًا.
المفاهيم الأساسية للكتاب :
أ. شبكات المثقفين (Intellectual Networks): الفلسفة تزدهر عندما يكون هناك تركيز جغرافي للفلاسفة (مثل أثينا، بغداد، باريس).الأفكار تنتقل عبر سلاسل التفاعل الشخصي (مثل تلميذ ↔ أستاذ).
ب. الرأسمال الفكري (Intellectual Capital): الفلاسفة يتنافسون على الموارد الرمزية (الشهرة، التلاميذ، الدعم المادي). الابتكار يحدث عند نقاط الاحتكاك بين الشبكات المتنافسة.
ج. الديناميكيات الداخلية للفلسفة: التفكيك والإعادة: كل جيل يفكك أفكار الجيل السابق ويبني عليها. قانون التراكم: الإبداع يتطلب استيعاب التراث السابق.
تحليل كولينز للعالم الإسلامي:
يرى أن الازدهار الفلسفي الإسلامي (من القرن ٨ إلى ١٢م) نتج عن: شبكات التعليم (مثل المدارس، المكتبات). الرعاية السياسية (الخلفاء العباسيون). التنافس مع علماء الدين (مثل الغزالي).
انحدار الفلسفة بعد ابن رشد يعزوه إلى: انهيار المؤسسات الداعمة (مكتبات، حروب). هيمنة الخطاب الديني التقليدي.
نقاط القوة في الكتاب: مقارنة غير مسبوقة بين تقاليد فلسفية متعددة. ربط الفلسفة بالسياق المادي (دور الدولة، الاقتصاد، التكنولوجيا). تفكيك أسطورة “العبقري المنعزل” (مثل ديكارت أو كانط).
ملاحظات مركزية حول للكتاب: إهمال العوامل الثقافية الدقيقة (كيف تشكل اللغة أو الأساطير الفكر؟). تركيز مفرط على الصراع، مع إغفال لحظات التعاون الفكري. تعميمات حول “العالم الإسلامي” دون تفريق بين سياقات فارس، الأندلس، إلخ.
ما يميز الكتاب: تغطيته واسعة شاملة تمتد آلاف السنين تم اعتماده أسلوب التحليل الشبكي (social network analysis). وادماجه لعلم الاجتماع بالتاريخ والفلسفة، مؤسس لمجال “علم اجتماع الفلسفات”.

سعيدٌ بالثّقة التي طوّقني بها الأصدقاء والصديقات في الجمعية العمومية لمؤسسة “المورد الثقافي”، وذلك بانتخابي، مؤخرا، عضوا في مجلس إدارة هذه المؤسسة الطليعية التي قضَت أزيد من عِقدين من عُمرها في دعْم الإبداع الفني في المنطقة العربية وتشجيع التبادل الثقافي داخل المنطقة وخارجها، والتي يستندُ عملها على تقدير قيمة التراث الثقافي المتنوع والإيمان بالدور المحوري للثقافة في تطوير المجتمع المدني وبأهمية إتاحة الثقافة للجميع، وبحقّ الفنانين في حرية التعبير والتنقل والترويج لأعمالهم الإبداعية دون تضييق ولا خنق، مع دعم من يوجد منهم في حالة خطر.
هذا، وتأتي عملية انتخاب مجلس الإدارة الجديد في ظل تعيين مديرة تنفيذية جديدة هي الناشطة الثقافية والقيّمة الفنية ألما سالم (سوريا/ كندا) خلفا للسيدة إلينا ناصيف التي قضت على رأس “المورد الثقافي” ثمان سنوات عملت فيها على الارتقاء بعمله وتحسين وتنويع برامجه لفائدة القطاع الثقافي والفني في المنطقة العربية أفرادا ومؤسسات.
كلُّ التقدير للسيّدة إلينا ناصيف، وللمديرتين التنفيذيين السابقتين: بسمة الحسيني ورنا يازجي، متمنيا للمديرة الجديدة ألما سالم وللفريق الإداري العامل بالمؤسسة التوفيق في القادم من عُمر مؤسسة “المورد الثقافي”، وهي تدشّن عشرية جديدة، نتطلع خلالها إلى تحقيق المزيد من المكاسب للثقافة في المنطقة.
الصور لأعضاء مجلس الإدارة الجديد، وصورة المديرة التنفيذية الجديدة لمؤسسة “المورد الثقافي”