مواضيع ذات صلة

الثقافة في الصيف: موسم الإبداع والانفتاح

بقلم : حفصة الغزواني

يُعد فصل الصيف في المغرب فترة متميزة تشهد خلالها الساحة الثقافية حركية استثنائية، حيث تنتشر الفعاليات الثقافية والفنية والمهرجانات في مختلف المدن، وتتنوع بين الموسيقى، المسرح، السينما، والفنون التشكيلية والتبوريدا، وكأن الثقافة تختار هذا الفصل لتكشف عن وجهها الحيوي والمتجدد والانفتاحي، بعد موسم من الثقافة والفن الداخلي والصالوني..
تشهد المدن المغربية خلال شهري يونيو ويوليو انطلاقة قوية لعدد من المهرجانات في الفضاءات العامة والتي باتت تشكل محطات ثقافية بارزة، اجتماعية وتواصلية وتنموية وسياحية، من أبرزها “موازين” في الرباط، “كناوة” في الصويرة، و”تيميتار” في أكادير. ومواسم التيوريدا في كثير من المناطق الفلاحية، وتتميز هذه التظاهرات بحضور فني وازن، سواء من المغرب أو من بلدان مختلفة، مما يجعل من الصيف موعدًا سنويًا للتبادل الثقافي والانفتاح على أنماط موسيقية وتعبيرية متعددة.
وتلعب الثقافة في الصيف دورًا يتجاوز الترفيه، إذ تتحول إلى لحظة جماعية للقاء والتفاعل بين الجمهور والفنانين، كما تشجع على إعادة اكتشاف الفضاءات العمومية كمواقع للفن والحوار. كما تمثل هذه الفترة فرصة للعديد من الفنانين لتقديم عروضهم أمام جمهور واسع، وللجمهور نفسه لاكتشاف تجارب جديدة ربما لم تسنح له الفرصة للاقتراب منها في باقي فصول السنة.
ويلاحظ أن الإقبال على هذه الفعاليات يتزايد عامًا بعد عام، ما يعكس تعطشًا جماعيًا للفن والثقافة، ورغبة في جعل الصيف ليس فقط وقتًا للراحة والعطلة، بل أيضًا مناسبة لاكتساب متعة فكرية وجمالية.
إن الثقافة في الصيف ليست مجرد نشاط عابر، بل تجربة حية تؤكد أن الفن حين يُتاح للناس، يصبح جزءً من حياتهم اليومية. وقد يكون هذا الزخم الموسمي دافعًا للتفكير في سبل تثمين الثقافة على مدار السنة، لتظل حاضرة في وجدان المجتمع، لا فقط في أيام الصيف.