بقلم: حفصة الغزواني
في إطار الإنجازات الرياضية التي تحققت مؤخراً، شكل فوز المنتخب النسوي المغربي في استحقاقات كأس افريقيا للسيدات المنظم بالمغرب في يوليوز 2025، محطة بارزة تتجاوز حدود الرياضة لتصل إلى عمق البُنى الثقافية في المجتمع المغربي. فقد أسهمت هذه اللحظة في تحدي الصور التقليدية النمطية المرتبطة بالمرأة، مجسدةً تحولاً في النظرة المجتمعية تجاه دورها وقدراتها، واسهامها في كل الدينامية المجتمعية.
لطالما ارتبطت المرأة المغربية في التصورات التقليدية بأدوار اجتماعية محدودة، غير أن اسهام المرأة المغربية في تحولات المجتمع وحضورها في شتى المجالات، وضمنه ظهور المنتخب النسوي على الساحة الرياضية العالمية أتاح فرصة لإعادة النظر في هذه التصورات. فقد تجلت صورة المرأة المغربية القوية، المتحمسة، والطموحة، وهي ترتدي قميص وطنها وتنافس بشرف على المستويات الدولية.
هذا الإنجاز ليس مجرد فوز رياضي، بل هو تجسيد لتغير ثقافي يشهده المجتمع المغربي، حيث بدأت المعايير والقيم التي تحدد ملامح الهوية الوطنية تتسع لتشمل مشاركة المرأة في مختلف المجالات، بما فيها الرياضة. لقد باتت البطولة والشجاعة صفات مشتركة بين الجنسين، وأصبح للمرأة حضور فاعل في رموز الوطنية.
ولا يقتصر هذا التغيير على مستوى النخبة أو الإعلام فقط، بل امتد ليشمل الجماهير والشارع المغربي بكل أطيافه، مما يشير إلى تحول في الثقافة الشعبية باتت تعترف بالمرأة كعامل أساسي في بناء المجتمع وهويته.
ومع ذلك، يبقى السؤال قائماً حول مدى استمرار هذا التحول ليصبح جزءاً من السياسات الثقافية والتعليمية والإعلامية، التي تحتاج إلى دعم أكبر لتعزيز حضور المرأة وتمثيلها في جميع الميادين.
إن بروز مكانة المنتخب النسوي هو دعوة مفتوحة للمجتمع المغربي بأسره لإعادة التفكير في معنى أن تكون للمرأة في بلادنا اليوم مكانتها التي تستحق، ليس فقط في الملاعب، بل في كل ساحات الحياة والمجتمع.