بقلم: فاطمة الزهراء سهلاوي
في لحظةٍ مشحونة بالعزيمة والانتصار، استطاعت لبؤات الأطلس أن ينتزعن تأهلهن المستحق إلى نهائي كأس إفريقيا للسيدات، فاتحات بذلك أبوابا واسعة للتأمل في الموقع لرياضة النسوية ضمن المشهد الثقافي المغربي الحديث و ما حققه من إنجازات.
ما تحقق على المستطيل الأخضر ليس مجرد إنجاز رياضي، بل هو تحول ثقافي واجتماعي، يجعل من الرياضة النسوية رافعة للتمثيل والاعتراف، ورسالة قوية مفادها بأن المرأة المغربية قادرة على التألق في كل المجالات، بما فيها تلك التي ظلت لزمن طويل حكراً على الذكور، وها هي الآن الفتاة المرأة المغربية تبث أهميتها في مشاركتها في الرياضة و تفوقها في المحافل الإفريقية والعربية والدولية، ان الثقافة الرياضية الجديدة تُصنع اليوم من أقدام النساء اللواتي يرسلن فرحة جماعية عمّت الشوارع، وأججت الحماس الشعبي الذي رافق تأهل المنتخب النسوي، وهما أمرا يعكسان نضجًا في الوعي الثقافي الرياضي لدى الجمهور المغربي؛ إذ أصبحت الرياضة النسوية جزءًا من الهوية الرياضية الوطنية التي تلهم الأجيال الشابة وتعزز قيم المثابرة، المساواة، والانتماء، وترسم لوحات البهجة على أزقة المدن .
لم تعد اللاعبة فقط رياضية، بل أصبحت رمزًا ثقافيًا، وصوتًا يمثل شريحة واسعة من النساء اللواتي يبحثن عن تموقع عادل داخل المجتمع، وبذلك وضعت اسمها و دورها مرسخا .
تعد الرياضة جسر لدبلوماسية ثقافة موسعة، ويعتبر تأهل اللبؤات خطاب جاء في سياق ديناميكي مغربي قوي على مستوى الرياضة العالمية يسهم في أحقية احتضان للتظاهرات الكبرى مثل كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030 بشراكة مع البرتغال واسبانيا، ويبرهن الاستحقاق والمنجز أن الاستراتيجيته لا تقتصر على التنظيم اللوجيستي، بل تشمل إشراك النساء في البناء الرياضي والدبلوماسي للبلد.
في هذا السياق، تتحول اللاعبة المغربية إلى سفيرة ثقافية ودبلوماسية فوق العادة تحمل راية بلدها في المحافل الدولية وتبعث برسائل الانفتاح والتعدد والتقدم.
الكتابة عن هذه اللحظة ليست فقط احتفاءً بنجاح رياضي، بل هي مساهمة في ترسيخ ثقافة الاعتراف بجهود النساء في ميادين التنافس والتميز. كل مقال يُكتب عن الحدث هو لبنة في بناء سردية جديدة لمغربٍ يعطي للمرأة مكانتها، ويجعل من الرياضة ميدانًا للعدالة والتعبير والتمكين.
لبؤات الأطلس لم ينتصرن فقط في مباراة بل انتصرن لروح جديدة في الثقافة المغربية، تستحق أن تُكتب وتُحتفل وتُخلّد، ووتستحق أن تستلهم لتصبح رمزا لهوية المرأة المغربية الحديثة المتعددة الشاملة المرتبطة بالمرأة المغربية الجذور الممتدة..