MA5TV الثقبافية
ولد إحسان رشيد عبد القادر عباس في قرية عين غزال الفلسطينية بالقرب من حيفا فيفي 2ديسمبر 1920 – 30يوليو 2003، وهو ناقد ومحقق ومترجم فلسطيني. يُلقب بشيخ المحققين والنقاد العرب. كان أستاذاً فلسطينياً في الجامعة الأمريكية في بيروت، يعتبر شخصية بارزة في الدراسات العربية والإسلامية في الشرق والغرب خلال القرن العشرين. ألف عباس «ما يزيد عن مائة كتاب»، خلال مسيرته الأدبية، واشتهر بأنه أحد أبرز علماء اللغة العربية وآدابها، عند وفاته، نعاه مؤرخ كلية لندن الجامعية لورانس كونراد واصفا إياه براعي للتراث والثقافة العربيين، وشخصية هيمنت دراساتها على الحياة الفكرية والثقافية في الشرق الأوسط لعقود. حصل عباس على جائزة الملك فيصل العالمية من مؤسسة الملك فيصل الخيرية عام 1980. كما كان مساهمًا مهمًا في المجلة الثقافية العربي، وكان المترجم العربي لكتاب هرمان ملفيل موبي ديك.
درس إحسان عباس بفلسطين على يد أستاذ الدين تقي الدين النبهاني، وكان يحضر خطب عز الدين القسام في مسجد الاستقلال، وفيها أنهى المرحلة الابتدائية. طرد سكان القرية من قبل المستعمرين الإسرائيليين في عام 1948 وقت حرب عام 1948، وتم تدميرها لاحقًا خلال عملية شوتر. عندما كان طفلاً، كانت الكتب الوحيدة في منزل عائلته هي القرآن وموسوعة عربية شهيرة من القرن الخامس عشر تُعرف باسم المستطرف. غالبًا ما حزن عباس عندما كان يسمع اسم هذا الأخير بسبب الذكريات التي ربطها به. أكمل دراسته الثانوية في حيفا وعكا قبل أن يلتحق بالكلية العربية في القدس من عام 1937 إلى عام 1941. ثم أمضى عباس السنوات الأربع التالية في التدريس في كلية في صفد وحصل على بكالوريوس الآداب في الأدب العربي من جامعة القاهرة في عام 1950. وتأثر ثقافيًا بمجلة الرسالة في مطلع شبابه إذ سماها «المعلم الأكبر»، ففيها كان يكتب نخبة من الأدباء والمثقفين العرب أمثال طه حسين ومصطفى الرافعي وأحمد حسن الزيات وزكي مبارك.
تنقل عباس على مدى السنوات العشر بين دراسته في القاهرة حيث حصل على ماجستير في لآداب ودكتوراه في الفلسفة، وعمله في كلية جوردون التذكارية وجامعة الخرطوم. موضوع رسالة ماجستير لإحسان عباس كان محورها الثقافة الأدبية العربية في صقلية، بينما كانت أطروحة الدكتوراه الخاصة به حول موضوع الزهد الديني وتأثيره في الثقافة الأموية. في نهاية فترة عمله بالسودان، تم تعيينه أستاذاً في قسم الأدب العربي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وهو المنصب الذي شغله حتى تقاعده عام 1985. ظل عباس نشطًا بعد التقاعد، حيث قام بتنفيذ مشاريع بحثية للجامعة الأردنية، وخاصة في الأدب العربي الأندلسي وترجمة الأدب العالمي إلى اللغة العربية، عاش الرجل في الوسط الثقافي وكان بيته صالونا ثقافيا.
توفي عباس في عمان، الأردن في 29 يناير 2003، عن عمر يناهز 82 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. في 14 كانون الأول 2005، أقيمت ندوة لمدة يوم في جامعة بيرزيت على شرف ولمناقشة إنجازات عباس الحياتية وإسهاماته في مجالات الدراسات العربية والإسلامية. تضمن الحضور باحثين زائرين من جامعة الخليل، وجامعة بيت لحم ، وجامعة النجاح الوطنية.
كان غزير الإنتاج تأليفا وتحقيقا وترجمة من لغة إلى لغة؛ فقد ألف ما يزيد 25 مؤلفا بين النقد الأدبي والسيرة والتاريخ، وحقق ما يقارب 52 كتابا من أمهات كتب التراث، وله 12 ترجمة من عيون الأدب والنقد والتاريخ. ووصل مجموع أعماله إلى 100 عمل، وقد كان مقلا في الشعر لظروفه الخاصة كونه معلما وأستاذا جامعيا، وقد أخذه البحث الجاد والإنتاج النقدي الغزير من ساحة الشعر والتفرغ له.