مواضيع ذات صلة

الاحتفالية صوت الإنسان الحر في التاريخ الحر ــ 79 الجزء الأول

يواصل شيخ الاحتفالية، د. عبد الكريم برشيد، حفرياته ونبشه وتأريخه، ونواصل النشر، شاكرين له ترخيصه لنا بذلك:

MA5TV الثقافية
فاتحة الكلام: الآن فقط يقول التاريخ كلمته، تماما كما قالها وسوف يقولها دائما، وفي كل زمان ومكان، بان هذه الاحتفالية ليست موجة فكرية وجمالية عابرة، ولو كانت مجرد موجة لانتهت عند اقرب ضفة نهر، او عند اقرب ضفة بحر، وهي اساسا رؤية إنسانية ومدنية جديدة ومتجددة عبر التاريخ، وهي رؤية لعالم تتعدد فيه الألوان والأشكال واللغات والحالات والمقامات والاختيارات، هكذا نطق المنطق الوجودي في مسرحية الوجود، ولقد كان ذلك بلغة الحياة والحيوية والأحياء، ولعل اقدم ما في الوجود، واحدث ما فيه ايضا، هو الرؤية الاحتفالية، وهو نزعة التعييد الاحتفالي لدى الإنسان في كل زمان ومكان وفي كل الثقافات و الحضارات و المجتمعات، ولهذا فقد كان ضروريا ان تكون هذه الاحتفالية فرحا متجددا عبر التاريخ، وان تكون حياة وحيوية، وان تكون لكل زمان احتفاليته الخاصة، وان تكون لكل احتفالية لغاتها و مفرداتها و تقنياتها الخاصة، وان يكون لها طقسها و مناخها و اپقاعها و شدوها
ورقصها
وفي مسرح هذه الاحتفالية يحضر الإنسان اولا، وهو في اعلى درحاته الإنسانية الصادقة طبعا، وهو في كامل الحياة والحيوية أيضا، وهو في كامل المدنية، وهو في كامل الجمالية، وهو في كامل الحرية، وهو في كامل قواه العقلية و الإبداعية، ولقد ردد الاحتفاليون دائما مقولتهم الشهيرة بان (الإنسان الإنساني، المدني و العاقل و الفاعل، هو المسرح) وكل شيء، ما عدا هذا الإنسان، باطل وزائل
وفي السبعينات من القرن الماضي تأسست هذه الاحتفالية بزي مغربي وبخطاب مغربي وبلغات حسية مغربية وبمفردات مغربية، وكانت بذلك مسرحا بعمق الحياة و بسعة الوجود، وكانت بنفس جماليات الطبيعة، وبنفس جماليات الثقافة المغربية العربية الأندلسية الأمازيغية الأفريقية، وكانت بذلك رسالة الحياة الى الأحياء، وكانت رسالة الإنسان إلى الإنسانية، وكانت رسالة العيد إلى المعيدين، وكانت إلى جانب كل ذلك رسالة فكرية للذين يعشقون التفكير ، وكانت رسالة جميلة الذين يعشقون الجمال
ولقد رفضت هذه الاحتفالية، ومن داخل المسرح، ان تكون مسرحا وكفى، وان لا تكون مسرحا وجدويا بسعة المكان المسرحي المحدد، وان لا تكون بسعة الزمن الاحتفالي المحدود، وأن لا تكون في مستوى التقنيات والآليات المهنية فقط، دون أن تتمثل روح و جوهر اللحظة التاريخية الحية، وان تكون فلسفة الحياة والاحياء في مسرح الحياة، وبخصوص هذا المسرح الاحتفالي، والذي هو العنوان الأولي والأساسي والمحوري للاحتفالية الأم، فقد وجدنا الاحتفالي فيها يقول ما يلي:
(وأعتقد أنه لا يمكن أن نتمثل اليوم حقيقة المسرح المغربي والعربي في السبعينات من القرن الماضي، من غير أن نضعه في إطار سياقه الفكري والسياسي، وبحكم أنه مسرح خرج من شروط موضوعية أدت بالمجتمع العربي إلى الهزيمة، فقد كان ضروريا ان يكون مسرحنا مسرحا تصحيحيا، وأن يكون غاضبا، وأن يكون متمردا، وأن يكون بنزعة نقدية، وأن يكون مؤثثا بقليل من اليقين وبكثير من الشك) هكذا تحدث ,الاحتفالي في كتاب الأستاذ عبد السلام لحيابي في كاتبه (عبد الكريم برشيد وخطاب البوح)
وهذه الاحتفالية هي صوت الأحرار، في الفن والفكر والعلم وفي السياسة وفي مجالات الحياة، وهي التي قالت منذ اول بيانات بانها ( التعبير الحر للإنسان لانسان الحر في المجتمع الحر)