مواضيع ذات صلة

ورشة مهرجان جرش، اتجاهات النقد المسرحي الحديث

المصدر: نقابة الفنانين الأردنيين

ضمن فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان جرش للثقافة والفنون و مهرجان المونودراما المسرحي في دورته الثالثة تُقام ورشة متخصصة بعنوان “اتجاهات النقد المسرحي الحديث “.
تُقدمها الدكتورة سامية حبيب من جمهورية مصر العربية وهي من الأسماء البارزة في مجال النقد المسرحي العربي .
تهدف الورشة إلى تسليط الضوء على أحدث الأساليب والرؤى النقدية في المسرح المعاصر وتوفر فرصة قيّمة للمشتغلين في الحقل المسرحي والمهتمين بالنقد الفني للتفاعل والحوار.

عن النقد من المدارس الغربية إلى الخصوصية العربية:
يعرف النقد المسرحي جدلا حاميا حول الكثير من الأسئلة التي تؤرق بال النقاد والباحثين المهتمين، ولعل من أهم هذه الأسئلة طبيعة المراحل والأشواط التي قطعها هذا النقد المسرحي الغربي منذ انطلاقه على يد اليونان وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا وروسيا، الى أخر التيارات التي تشغل ساحة النقد الغربي حاليا. فالسؤال المطروح كيف وضف النقاد العرب هذا النقد؟ وكيف تبلورت لديه الرؤية النقدية؟
لقد تغير النقد المسرحي الغربي وطرأ عليه تحول في الأسئلة والأدوات الإجرائية ومن حيث المصطلح، لأن هذه القراءة النقدية هي حصيلة جدل القطائع المختلفة والوظائف التحولات والصنعة والتطور السوسيوثقافي للناقد، فمن خلال الوعي الذاتي الذي هو وعي الاختلاف جعل النقاد العرب ورواد النقد العربي المتأثرين بالمدارس الغربية يعتبرون هذا الحضور وليد التراكمات المعرفية التي انبثقت أثناء الممارسة النقدية الغربية في تحليلاتها للنص، واستلهام للمدارس والاتجاهات، فهذه الدرجة من الحضور في النقد المسرح العربي والمغربي، ولدت الإشكالية الفكرية التي تجمع بين النقد المسرح العربي مع الغرب، وبين النقد المسرحي العربي، وكذا طبيعته الأيديولوجية التي تحجبه وتطمسه.
إن هذه الممارسة تعكس مأزقا يتخبط فيها الفكر النقدي، مما سمح للناقد على بلورة ممارسة نقدية كونية ذات خصوصية عالمية، وليست ذات خصوصية قطرية أو إقليمية. فالحضور عنده ينبغي أن ينطلق من الواقع الذي يتحرك في إطاره، من خلال جميع مستوياته الفكرية والسياسية والاجتماعية لأن تناول هذا الحضور سيدفعنا الى اثارة الأسئلة السابقة نفسها حول شروط انبثاق هذا المفهوم في النقد المسرحي العربي الذي هو نتيجة تحول نوعي طرأ على التراكمات التي أضافتها التيارات السابقة عليه. مما فتح له استلهام للفكر النقدي الأوروبي لأنه يهدف بهذه الأسئلة كما قلنا نتيجة الى دراسة قضية الحضور في النقد المسرحي العربي والمغربي، باعتبارها قضية تبلورت في اتجاه نقدي برز على الساحة الأدبية والمعرفية منذ أواخر الستينيات وبداية السبعينيات. وبدأ هذا الحضور النقدي يتبلور داخل الاتجاهات وبين التيارات التي كانت تتوزعه من واقعية اشتراكية ووجودية وبنيوية، وهي التيارات التي تخرج هذا الفن من الدائرة الضيقة الى الدائرة الفلسفية والإيديولوجية والسياسية مع التنويع والتلوين هذه المفاهيم والتصورات بأصباغ الابداع الادبي والمسرحي حيث تشكلت في منهج نقدي يقارب العمل الادبي كوسيلة وواسطة لغاية فنية وشرحه ايضا بمنهج دون الاهتمام بالبعد الأيديولوجي.