مواضيع ذات صلة

لحظة مع كتاب، ” تدهور إمبراطورية فرويد وسقوطها “

MA5TV الثقافية

كتاب تدهور إمبراطورية فرويد وسقوطها ، تأليف: هانز ج أيزنك، ترجمة: عادل نجيب بشرى ،مراجعة: محمد نجيب الصبوة ، الناشر: المركز القومي للترجمة ،تاريخ النشر : 2013 ، تاريخ نشر الكتاب الاصلي بالانجليزية : 1986، المؤلف، هانز ي. آيزنك (1916-1997) عالم نفس بريطاني من أصل ألماني، يُعتبر من أبرز علماء النفس في القرن العشرين. اشتهر بأبحاثه في علم النفس التجريبي، خاصة في مجالات الشخصية، الذكاء، والعلاج السلوكي. عمل أستاذًا في معهد الطب النفسي بجامعة لندن، وله العديد من المؤلفات التي تدافع عن العلمية في علم النفس. كان منتقدًا صلبًا للتحليل النفسي، مفضلاً المناهج القائمة على الأدلة التجريبية.
يقدم الكتاب نقدًا حادًا للتحليل النفسي الفرويدي، حيث يجادل هانز آيزنك، عالم النفس البريطاني، بأن نظريات سيغموند فرويد تفتقر إلى الأسس العلمية وغير فعالة كعلاج نفسي. يرى آيزنك أن التحليل النفسي يشبه “إمبراطورية” فكرية انهارت بسبب افتقارها إلى الدقة العلمية، ويقترح أن الأساليب السلوكية والعلمية المدعومة بالأدلة هي بدائل أكثر فعالية لفهم وعلاج الاضطرابات النفسية.

يحلل آيزنك نظريات فرويد نقد الأسس العلمية للتحليل النفسي، مثل مفهوم العقل اللاواعي، الأنا والهو والأنا العليا، والصراعات الجنسية، ويجادل بأنها تفتقر إلى الدعم التجريبي. يوضح أن فرويد اعتمد على دراسات حالة فردية وتفسيرات ذاتية بدلاً من التجارب المنضبطة، مما يجعل التحليل النفسي أقرب إلى الفلسفة منه إلى العلم. يستشهد بأمثلة مثل نظرية عقدة أوديب، التي يراها غير قابلة للاختبار علميًا، ليبرز ضعف المنهجية الفرويدية.
يقدم آيزنك تحليلًا للدراسات التي قارنت التحليل النفسي بالعلاجات الأخرى، مثل العلاج السلوكي، ويخلص إلى أن التحليل النفسي لا يحقق نتائج أفضل من العلاجات البديلة أو حتى عدم التدخل العلاجي. يستعرض بيانات تشير إلى أن نسبة الشفاء بين المرضى الذين خضعوا للتحليل النفسي لا تتجاوز معدلات التحسن التلقائي، مما يشكك في جدوى جلسات التحليل الطويلة والمكلفة، كما يناقش الكتاب كيف أثرت أفكار فرويد على الثقافة الشعبية، الأدب، والفن، لكنه يرى أن هذا التأثير كان مضللًا. يوضح أن قبول التحليل النفسي على نطاق واسع يعود إلى جاذبيته القصصية وليس إلى دقتها العلمية. يستشهد بأمثلة من الإعلام والأفلام التي روجت لمفاهيم فرويدية مثل القمع والرغبات اللاواعية، مما أعاق تطور علم النفس كعلم تجريبي.
يدعو آيزنك إلى اعتماد الأساليب السلوكية والمعرفية، التي تعتمد على التجارب المضبوطة والقياسات الموضوعية. يقدم أمثلة على العلاج السلوكي لعلاج الرهاب أو الاكتئاب، موضحًا أن هذه الأساليب أثبتت فعاليتها في دراسات سريرية. يشدد على أهمية العلم التجريبي في تطوير علم النفس، داعيًا إلى التخلي عن التحليل النفسي لصالح مناهج مدعومة بالأدلة.
“تدهور إمبراطورية فرويد وسقوطها ” كتاب نقدي قوي يتحدى أسس التحليل النفسي الفرويدي، مدعومًا بحجج علمية وتحليلات تجريبية. يبرز عدم فعالية التحليل النفسي كعلاج ويدعو إلى اعتماد الأساليب السلوكية والمعرفية. رغم أسلوبه الحاد الذي قد يُنظر إليه كمتحيز، يُعد الكتاب مرجعًا مهمًا لفهم الانتقال من التحليل النفسي إلى علم النفس التجريبي. يُوصى به للمهتمين بعلم النفس والنقاشات حول منهجيته العلمية.