مواضيع ذات صلة

الاحتفالية ،النظرية التي تغير الواقع ــ81 (الجزء الثاني)

نستسمح شيخنا الدكتور عبد الكريم برشيد، أبدعت وكتب النصوص ووضعتنا أمام نظرية مسرحية لحيوية الحياة وأنسنة الإنسان، “الاحتفالية” والتي عرفتنا عن أنفسنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وأننا نحن الآن هنا، وحاضرت واختلفت وحوربت وكانت ردودك ترافعا عنا جميعا، ومع ذاك تواصل النبش لوحدك ممثلا لنا وتذكرنا بمسرح قريب منا فينا يمثلنا جميعا

تراثا وعمرانا وتيمات.

في الحقيقة الدور دورنا، وسعداء بك بأستاذ لا ينسى طلبته وتلاميذته ويواصل الدرس، اليوم مع محطة 81، محطة الاحتفالية المستمرة في الزمان والمكان.

د. عبد الكريم برشيد

من هم الاحتفاليون؟ هذه الاحتفالية هي اساسا افكار رمزية، ولكن الاحتفالي فيها جسد وروح. ووجدان وعقل و إرادة و خيال ومسيرة و مسار واحلام و اوهام وفعل و انفعال و تفاعل و فاعلية وحركة ومحرك وطاقة محركة ومتجددة، ولهذا فقد كان ضروريا ان نلتفلت إلى العقول والأرواح التي حملت الأفكار الاحتفالية، والتي ابدعت من داخلها، والتي تماهت فيها لحد الحلول الصوفي، حتى اصبحت هذه الاحتفالية تمشي بين الناس
ولقد قيل كلام كثير عن شخص الاحتفالي، ومن هو الاحتفالي الحقيقي؟ ومن هو شبه الاحتفالي او من هو اللااحتفالي؟ ولقد اجتهد المجاهدون على امتداد نصف قرن من غير ان يصلوا الى اية نتيجة، ومن غير ان يتم تعريف الاحتفالي بشكل دقيق، وبذلك فقد بقي هذا الاحتفالي شخصية غامضة وملتبسة، وكانه شخصية خرافية او اسطورية، مع انه مثلنا كلنا، هو واحد من الناس الذين يأكلون الطعام و يمشون في الأسواق، والذين يحلمون وهم يمشون، والذين يسافرون ولا يصلون ابدا، لأن الوصول يعني النهاية، وطن مهم هو ان تكون حياتهم بداية جديدة ومتجددة إلى .. ما لا نهاية، وبهذا فقد كان من واجبنا أن نقول البوم، تماما كما قلنا بالأمس، بان الاحتفالي هو كل الناس وهو لا احد ايضا، وهناك في الناس من هو احتفالي، وهو يعرف بانه احتفالي، وهذا هو اسعد كل الاحتفاليين، لأنه أنصت لسقراط الذي قال له ( اعرف نفسك) ولذلك فقد حرص على ان يعرف نفسه، وهناك احتفالي آخر لا يعرف انه احتفالي، وهو في حاجة متجددة لمن يقول له (انت احتفالي) وان يثبت له بالدليل و البرهان بانه فعلا شخص احتفالي، سواء في فنه وفكره او في حياته اليومية
وهناك من هو احتفالي، بشكل خفي وسري، ويخاف في هذا العالم الماتمي، من ان يقول انا احتفالي، وان تعرف القوى المعادية للاحتفال. الاحتفالية بانه احتفالي، الخير كل شيء، ولا يربح اي شيء، وتلحفه لعنة الفوضويين ولعنة العبثيين ولعنة الظلاميين لعنة العدميين الى يوم الدين، وهناك في الناس من يظن انه من الممكن ان يكون نصف احتفالي، او ربع احتفالي، وانه من حقه ان يكون في مسرحه احتفالي، من غير ان ان يكون احتفالي في سلوكه وفي شبكة علاقاته وفي موافقه وفي مختلف اختياراته الأخرى
وهناك من هو احتفالي مع الاحتفاليين، في اللحظات وفي السياقات الاحتفالية. ولكنه مع غير الاحتفاليين، وفي غير الفضاءات الاحتفالبة، هو دائما كائن غير احتفالي
وبخصوص التساؤل: من هم الاحتفاليون الحقيقيون، ومن يكونون، ومن أين أتوا، أو من أين أتوا بهذه الاحتفالية، او من اين أتتهم هذه الاحتفالية، هل من الارض ان من السماء؟ من الإنس ام من الجن؟ يقول في حواره مع رشيد عفيف في حواره المطول لجريدة (المساء) المغربية يقول الاحتفالي ما يلي:
(ويمكن أن نرجع إلى الأسماء المؤسسة لهذه الجماعة لنجد أن على رأسها الطيب الصديقي الكاتب والمخرج، وأن من بينها ثريا جبران الممثلة ومحمد الباتولي، المسرحي والشاعر الزجال مؤسس الأغنية الاحتفالية مع عبد الوهاب الدكالي، وعبد الرحمن بنزيدان الناقد في مرحلة عابرة، ونجد عبد الوهاب عيدوبية المخرج وعمر سليم المخرج والإعلامي الكبير وعبد الكريم برشيد المؤلف والمخرج والمنظر ورضوان احدادو الكاتب والمؤرخ المسرحي وفريد بنمبارك المخرج المسرحي والتلفزيوني ومصطفى سلمات الممثل الكبير الذي عاش الاحتفالية في مسرح الناس مع الطيب الصديقي ومحمد فرح الشاعر والكاتب المسرحي ومحمد بلهيسي صاحب الملاحم الاحتفالية الباذخة والطفل المسرحي جناح التامي والذي تشبخ سنوات عمره وهو لا يشيخ، مؤسس احتفالية الطفل، والتي قد تصل إلى حدود التسعين فما فوق، وعادل محمد الممثل وصاحب تجربة مجلة ( اللواء) والممثل والمخرج محمد التسولي الذي كان اول من تخرج مسرحية حماية الغربة من خلال اكثر من اخراج واحد،ومن خلال اكثر من رتبة إخراحية واحدة، كما انه تخرج مسرحية ( ابن الرومي في مدن الصفيح) وعبد العزيز الناصري المخرج الذي قدم (فاوست والأميرة الصلعاء) و( مرافعات الولد الفصيح) برؤية احتفالية حافلة بالشخصيات و الأزياء في الثمانينات من القرن الماضي والكاتب والمنظر المسرحي د.محمد الوادي، والذي قدم تنظيرا مكملا، وأضاف للمسار الاحتفالي ما أسماه المسرح الاحتفالي الجديد، أو الاحتفالية الجديدة، ولقد نشر بيانات وكتب نصوصا مسرحية أيضا، اما من رافق هذه الاحتفالية، منذ صرخة الولادة الأولى فهما العالمان المؤرخان د. مصطفى رمضاني وذ. محمد اديب السلاوي، فالأول وقع على اول بحث جامعي عن الاحتفالية، والثاني اصدر اول كتاب عن الاحتفالية من بغداد..