خريف الفكر اليوناني – لـ د. عبد الرحمن بدوي

MA5TV الثقافية
“يُعدّ هذا الكتاب أبرز أعمال الفيلسوف والمفكر المصري عبد الرحمن بدوي، حيث يقدم فيه دراسة نقدية معمّقة عن المرحلة الأخيرة من الفلسفة اليونانية، التي تمتد من بعد أرسطو حتى بدايات العصور الهلنستية، وهو ما يسميه “الخريف” باعتباره نهاية ازدهار الفكر الفلسفي الكلاسيكي.
يتناول بدوي في هذا الكتاب تدهور الفلسفة اليونانية بعد العصر الذهبي لسقراط وأفلاطون وأرسطو، مركزًا على مظاهر الضعف والانحطاط الفكري الذي بدأ يتسلل إلى المذاهب الفلسفية، مع سيطرة الطابع الأخلاقي والتصوفي وتراجع الاهتمام بالبحث العقلي المنهجي.
ومن تم يناقش الكتاب، سيرة الفلسفة من أفلاطون إلى أفلوطين وكيف انتقلت الفلسفة من منهج الحوار العقلي إلى التأمل الصوفي والميتافيزيقي، ومن الفيثاغورية الجديدة وإحياء لرمزية الأعداد، وتغليب الجانب الديني على العقلي تم الفلسفة الرواقية والأبيقورية حيث الفلسفة كوسيلة لتحقيق السعادة الشخصية، وليس بحثًا عن الحقيقة، تم المرحلة الأفلاطونية المحدثة، ذروة التصوف الميتافيزيقي، وتغليب الروح على المادة، مع استحضار العوامل السياسية والدينية وتأثير الصراع بين الفلسفة والدين، وصعود المسيحية، وصولا إلى موت العقل النقدي وإغلاق باب التساؤل الحر وبداية عصر السكون الفلسفي.
خريف الفكر اليوناني ليس مجرد دراسة تاريخية، بل هو تحذير من لحظة الانحدار التي تصيب الفلسفة حين تُستنزف إمكاناتها النقدية ويُستعاض عنها بالتصوف أو الاستكانة. يقدم عبد الرحمن بدوي تشريحًا فلسفيًا دقيقًا لمرحلة الاحتضار، منبهًا إلى أن “موت الفلسفة” ليس حدثًا تاريخيًا فقط، بل ممكنًا في كل عصر.
وحينما نقول موت الفلسفة نعلن موت العقل والحس النقدي، الأمر الذي يؤثر على المجتمعات والبشرية، وننجب سلالة لها قطيعة مع العقل من تم من الطبيعي أن نرى الجوع والدمار والحرب، ومدار الإنسانية، وهو الواقع الذي نعيشه ومازال يتفاقم..