MA5TV الثقافية
يتناول الكتاب تطوّر مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية، مركّزًا على الفروقات المعرفية والمنهجية بين الحقول المختلفة (علم الاجتماع، الأنثروبولوجيا، التاريخ، الفلسفة). ويهدف إلى فهم كيف ولماذا أصبح مفهوم الثقافة أحد أكثر المفاهيم مركزية وإثارة للجدل في العلوم الإنسانية، خصوصًا منذ القرن التاسع عشر؛ لذا يعد كتاب “مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية” لدونيس كوش هو دراسة تحليلية ونقدية لمفهوم بالغ التعقيد والحيوية. يكشف التصورات الاختزالية للثقافة، ويُبيّن كيف تحوّلت من دلالة إنسانوية عامة إلى أداة تحليلية مركزية في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، مع وعي دائم بتأثير الأيديولوجيا والسلطة على هذا التحوّل.
المحاور الأساسية للكتاب:
1. نقد التعريفات الجوهرانية للثقافة
يعارض كوش التصورات التي ترى الثقافة كشيء ثابت أو جوهر متعالٍ، مشددًا على أنّ الثقافة لا تُعرّف بمحتواها، بل بوظيفتها داخل الجماعة.
2. التحوّل من مفهوم “الطبيعة” إلى “الثقافة”
يعرض كيف ساهمت الحداثة الغربية في قلب المعادلة: فبعدما كانت الطبيعة هي الأصل والثقافة فرعًا، صارت الثقافة تُفهم كبنية مُشكِّلة للهوية والمعنى.
3. مفهوم الثقافة عند الأنثروبولوجيين الكلاسيكيين
يستعرض تصورات تايلور، بوآس، مالينوفسكي، ورادكليف براون، حيث انتقلت الثقافة من كونها مجرد منتج إلى كونها نسقًا مهيكلاً يُفسّر سلوك الأفراد.
4. الثقافة بين الشمولية والنسبية
يناقش الت. وتر بين الفهم الشمولي للثقافة (كتراث جماعي موحَّد) والفهم النسبي (الذي يرى في كل جماعة ثقافتها الخاصة ولا مجال لتفضيل ثقافة على أخرى).
5. العلاقة بين الثقافة والسلطة
يبرز كيف أنّ مفهوم الثقافة كثيرًا ما يُستخدم كأداة أيديولوجية للتفريق بين “نحن” و”هم”، خاصة في السياقات الاست. عمارية وما بعد الاست. عمارية.
6. النقد الماركسي والبنيوي لمفهوم الثقافة
يشير إلى كيف أن الفهم الماركسي يعتبر الثقافة انعكاسًا للبنية الاقتصادية، بينما البنيويون يرونها كنسق من الرموز والمعاني المستقلة عن الاقتصاد.
7. الثقافة والهوية
يربط كوش بين الثقافة وإنتاج الهويات، مؤكدًا أن الهوية الثقافية ليست ثابتة، بل تتشكل عبر التفاعل، وتُعاد صياغتها في سياقات جديدة.