مواضيع ذات صلة

ملتقى آلة البزق بدمشق ،يحتفي بآلة الطنبورة

أمينة عباس- دمشق

بهدف إحياء آلة تكاد أن تندثر وتقديم متعة جديدة وعازفين جدد ليتعرف الجمهور السوري عليهم يستمر ملتقى آلة البزق في إقامة دوراته التي بدأت منذ سنوات عديدة حيث ستبدأ فعاليات ملتقى هذا العام بدمشق على خشبة مسرح الحمراء يوم الخميس القادم 7 اب وتستمر لغاية التاسع منه بمشاركة نحو خمسين عازفا أساسيين ومرافقين.

الآلة الأم

المشرف على الملتقى: إديس مراد

كعادته في كل دورة يحرص ملتقى آلة البزق على تقديم كل ما هو جديد حيث يبين ادريس مراد المشرف على الملتقى :” حرصنا في هذا العام على اقامة الملتقى بنكهة جديدة من خلال إقامته ضمن ديكور خاص به تم الاشتغال عليه منذ سنة تقريبا كما تم التركيز في هذه الدورة على آلة الطنبور وهي الآلة الأم لعائلة ” البزق و والباغلمة” بالإضافة إلى تكريم بعض العازفين المخضرمين عليها والذين لهم باع طويل فيها والذين ينشرونها بين الأجيال كما سيتم تقديم مجموعة من الأغاني التي لحنت بواسطة هذه الآلات كأغنية ” رقة حسنك وسمارك” التي لحنها عازف البزق الشهير محمد عبد الكريم للمطربة اللبنانية نجاح سلام إلى جانب مجموعة من الأغاني للفنان اللبناني عازار حبيب ومجموعة أخرى من الأغاني الكردية لمغنيين أكراد .

الآلة السورية القديمة

يقول مراد :” كان من المفترض أن نسمي الملتقى مهرجان آلة الطنبورة التي هي الأساس لعائلة آلة البزق والباغلمة حيث انبثقت آلة البزق والباغلمة منها بعد التطورات التي شهدت هذه الآلة القديمة جدا التي لا يقل عمرها عن خمسة آلاف سنة علما أن بعض العازفين اليوم مازالوا يحافظون على شكلها القديم وهي آلة تصلح لأن تكون ضمن الاوركسترا وكذلك آلة فردية على المسرح وهي معروفة في سورية كما قام بعض العازفين المصريين مؤخراً باستعمالها وكذلك تم الإعتماد عليها في بعض الأغاني الخليجية على يد العازفين السوريين وكان لها حضور كبير في الموسيقا التصويرية وهذ يثبت أنها على الرغم من قدمها إلا أنها ما زالت صالحة حتى اليوم لذلك كان حرصنا على أن يكون لها ملتقاها لأنها ما زالت غير منتشرة كثيرا في المسارح فكان ملتقى هذا العام تكريما لهذه الآلة السورية القديمة لإعطائها حقها على المسارح وليكون نافذة للعازفين عليها الذين يهتمون بهذه الآلة وليس لديهم منابر واسعة في الساحة الموسيقية السورية فيكون هذا الملتقى فضاء مناسبا لحضورهم .

العائلة الموسيقية
وللتعرف على آلة الطنبورة وعائلتها نذكر :
الطنبور


الطنبور أو الطنبورة: هي آلة وترية قديمة، يعود عمرها إلى آلاف السنين، نشأت عند الشعوب الإيرانية، وانتشرت لدى العديد من الشعوب الأخرى، وأقدمها السومريون. كما تم اكتشاف نقوش في مصر يعود عمرها إلى 1600 ق. م للأسرة الثامنة عشر عليها صورة هذه الآلة. تستخدم هذه الآلة حالياً في تركيا وإيران والمنطقة الشمالية والشمالية الشرقية من سورية وشمال العراق. تمتاز بعنق طويل (الزند)، وصندوق بيضوي الشكل مغلق مع فتحة من الجانب الأيمن يشد عليه وتران مزدوجان أو ثلاثة أوتار، وذلك حسب رغبة العازف. تتركز على الزند مجموعة من الدساتين التي تحدد العلامات الموسيقية، ويختلف عددها من عازف إلى آخر، فمثلاً كان محمد عارف الجزراوي – وهو من أشهر عازفي هذه الآلة في بداية القرن العشرين – يعزف على طنبورة ذات أربعة عشر دستاناً، ويصل عدد الدساتين عند بعض العازفين إلى أربعة وعشرين وأحياناًّ ثلاثين.

البزق


هي آلة وترية من عائلة الطنبورة وتختلف عنها باعتبار الصدر أكثر وأصغر حجماً من الفتحة الأمامية، وتمتاز بصوت أكثر حدة ونعومة في آن، يتألف البزق من وترين مزدوجين (صول ودو)، ويستخدم عند العديد من الشعوب وخاصةً الشرقية منها، وقد استخدمها الرحابنة في لبنان في أغلب موسيقاهم، وفي سورية يعتبر أمير البزق الراحل محمد عبد الكريم من أبرز عازفي هذه الآلة في بداية الستينات، بالإضافة إلى العازف الكبير سعيد يوسف الذي رحل مؤخراً وكان محمد عبد الكريم قد أوصى قبل رحيله أن ينتقل بزقه إليه من بعده، والذي استمر في الإبداع على هذه الآلة بعد رحيل عبد الكريم وقد أدى عليها ما يقارب ثلاثة آلاف أغنية والعديد من المقطوعات الموسيقية.

الباغلمة


من عائلة الطنبورة والبزق وتختلف عنهما من حيث المقاييس، فالصدر أكبر والزند أقصر ودوزانه مختلف أيضاً (صول – فا – دو)، وأشهر عازفيها على الإطلاق الموسيقي التركي عارف ساغ، وتكاد تكون تركيا البلد الوحيد في العالم الذي يعزف فيه على هذه الآلة، بالإضافة إلى منطقة شمال سورية، حيث يبرع الكثير من الشباب في العزف عليها، ويتم العزف على الباغلمة إما باستخدام الريشة مثل الطنبورة والبزق أو بدونها (أي باستخدام الأصابع).