مواضيع ذات صلة

تكريم زياد الرحباني في قرطاج السينمائي

المصدر: إدارة أيام قرطاج السينمائية

أعلنت إدارة أيام قرطاج السينمائية في دورتها السادسة والثلاثين، التي ستُعقد في الفترة من 13 إلى 20 ديسمبر 2025، عن تكريم الموسيقار والدراماتورج والممثل والصحفي اللبناني زياد الرحباني.
ويُعدّ اسم زياد الرحباني من أبرز الوجوه الفنية التي ارتبطت بحركية وشباب السينما العربية الجديدة، حيث لمع اسمه كممثل ومؤلف موسيقي في أعمال شارك فيها كبار الفنانين مثل فاروق بلوفة، رندة الشهال، قاسم حول، ومارون البغدادي.
ويتميز حضور زياد الرحباني في هذه الدورة بكونه لا يرتبط بفيلم طويل أمريكي أو عرض سينمائي تقليدي، بل بحسّه الفني الفريد وذكائه الموسيقي الذي يعكس عمق تجربته الإبداعية.
تتضمن برمجة المهرجان عروضًا لعدة أفلام شارك فيها الرحباني، إلى جانب تنظيم أنشطة خاصة تُسلّط الضوء على مسيرته الغنية، بما في ذلك جلسات نقاش وورشات عمل تؤكد دوره المحوري في المشهد الثقافي والفني العربي.
لم يكن زياد الرحباني (1956 ـ 2025) ممثلاً تنجذب الكاميرا، السينمائية والتلفزيونية، إليه، بينما تأديته الأدوار الأولى في مسرحياته السبع (1973 ـ 1994) منبثقٌة من أنّ الشخصيات تلك تُشبهه تماماً صوتاً ونبرة وحركة، وسخرية أيضاً، كما يفعل في حياته اليومية. قول هذا لا ينتقص من أي قيمة فنية له في الموسيقى والأغنية وكتابة نصوصها، وفي مسرحياته، خاصة تلك المُنجزة في أعوام الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990). فالقول واقعٌ معروفٌ، وسبب قلّة تمثيله السينمائي غير واضح نقدياً تماماً، فلعلّ عزوفه عنه منبثقٌ من عدم انجذابه هو إلى الشاشة الكبيرة.
في موسيقاه التصويرية انعكاس طبيعي لرهافة اشتغاله، المتناقضة مع قسوة العنف البيروتي، والارتباك الفردي للتائه فيها، والخلل الانفعاليّ لذوات وتفكير. كأنّه، بقلّة الأفلام التي يؤلّف موسيقاها، يُشير إلى حيرة له أمام هذا الفن: ابتعادٌ عن التمثيل، ومشاركته في التأليف الموسيقي نوعٌ من تمرين إبداعي آخر.