عبد العليم البناء ـ بغداد
يشهد منتدى المسرح التجريبي التابع لدائرة السينما والمسرح والكائن في شارع الرشيد في تمام الساعة السابعة خلال الأيام الاربعاء 6 و الخميس7 والجمعة 8 آب 2025، تقديم العرض المونودرامي (هاملت في المدينة) تأليف الكاتب منير راضي، وإخراج الدكتور عبد الرضا جاسم، وتمثيل جاسم محمد ، الإشراف العام الدكتور جبار جودي. العرض من إنتاج نقابة الفنانين العراقيين – المركز العام وبالتعاون مع دائرة السينما والمسرح – منتدى المسرح في حين صمم سينوغرافيا العرض:سهيل البياتي، توليف وتنفيذ الموسيقى : حسين زنكنة، ومدير المسرح رسول إياد.
العرض (هاملت في المدينة) يقول عنه مؤلفه الكاتب منير راضي :”هو الذي رأى كل شيء، هاملت رأى والده الميت أو المقتول وأرشده إلى عمه الذي اغتاله، رؤية الأشباح أو الأرواح من العالم الآخر أو البرزخ كان هذا يعد ضرب من الجنون. الموت والحياة وجهان لعملة واحدة لا يفترقان متلازمان تلازم الليل والنهار . لا نهار دون ليل ولا ليل دون نهار.. لذا كانت مسألة (أكون أو لا أكون) تصدح في أقبية العالم السفلي طوال مئات السنين ومن هنا بقي حبيس حلم الأمير هاملت هائماً في الليل وصارخاً به نهاراً إنه يريد التقصي واسترداد ما ذهب بماء وجهه. فقررنا نحن ان يكون له ذلك، إنه يريد تحقيق حلمه الذي احتار فيه المفسرون، الحلم هو ختام الحقيقة وليس دنيانا التي هي سوى مرآة مزيفة للوقائع ها هو هاملت الآن في تجلّي حياة غير حقيقية في صورة شبح في إثر موت واقعي حقيقي عبر زمن مفقود في أقبية العالم السفلي بل في الواقع الجديد.
عن رسالة العمل يحدثنا منير راضي أيضاً : ” يقول أنَّ القصة التي ورثها هاملت الآن تبدو أَهمَّ من حقيقة أنَّ هاملت أخذ أخيراً بثأره, فكان علينا الآن تدوير الحكاية من جديد في قلب عبارة، “أكون أو لا أكون تلك هي المشكلة” بل تُصبح، أكون أو أكون، ذلك هو بيت القصيد. ولَقَدْ أَزِفَتْ سَاعَةُ الحَقَائِقِ لِلْخُلُودِ وَعَلَيَّ الرَّحِيلُ إِلَى مُسْتَقَرِّ سَفَرٍ جَدِيدٍ، لَيْسَ فِيهِ دِمَاءٌ أَوْ خِدَاعٌ أَوْ مَكْرٌ، لَا فَاسِدُونَ وَلَا قَتَلَةٌ، لَا حَوَاشِي قُصُورٍ، وَلَا حَفَّارُو قُبُورٍ، وَلَا مُشْعِلُو حَرَائِقَ، وَلَا رِجَالٌ بِلَا ضَمِيرٍ، وَلَا نِسَاءٌ دُونَ عِفَّةٍ وَحَيَاءٍ!”
ويضيف منير راضي : أما المعالجة الإخراجية فكانت برؤية مغايرة كسراً للمائلوف والأنماط المسرحية الكلاسيكية حيث اعتمد فضاء العرض على هيكلة الأحداث ضمن منظومة بصرية معاصرة تتخللها إعادة تدوير الأحداث ضمن مكان افتراضي جامد حديدي وزمان معاصر يحكي قصة المحاكاة في أحداث تناظر ما ذهب إليه النص الأصلي من حكاية غامضة يلفها التدليس والتحريف لبعض فصول الحكاية، ان ما أروم تقديمه ضمن هذا العمل هو ما ذهبت اليه في اعمالي الشكسبيرية الأخرى مثل (أنا مكبث، أو أجنة في ارحام شكسبيرية، أو لير يحاكم القدر، وهو أن حقائق الأشياء يجب أن تكون كما هي وليست فيها الاستعارات والضرورات الدرامية التي كانت يعمل عليها المدعو شكسبير؟..نحن الآن كم نحتاج إلى كم من هاملت في وقتنا المعاصر للذهاب نحو كشف الحقائق والبحث عن العدالة المطلقة التي نادى بها الفلاسفة والمفكرين. ينهض هاملت من جديد، لا أميراً للتراجيديا، بل مرآةً لقلق الإنسان المعاصر.