مواضيع ذات صلة

تحية وفاء وتقدير إلى الدكتور جبار جودي

MA5TV الثقافية

نقول جبار جودي فتحضرنا الجدية والمهنية والتمثيلية للفن والفنان، هذا الرجل بالإضافة إلى مهامه الإدارية ونضالية مدير عام دائرة السينما والمسرح ونقيب الفنانين العراقيين، فالرجل فنان وسينوغراف وإنسان أساسا، في مرحلته أصبحت العراق حاضرة في كل التظاهرات الكبيرى على مستوى المسرح والسينما والتشكيل، من مهرجان كان إلى الهيئة العربية للمسرح حيث يعد أمينا ممثلا للعراق بمجلس الأمناء.
ليس غريب أننا أصبحنا نرى الفنان العراقي في المحافل الدولية، إذ أن هناك وفد عراقي شارك بجدارة وتشريف في مهرجان كان السينمائي بفرنسا.
شخصيا التقيت بشكل مباشر مع الرجل في المغرب وفي سلطنة عمان، لا يفارق وفده، هو الأخ والصديق والنقيب، حينما قدمت الفرقة العراقية بمسقط مسرحية “نساء لوركا” إعداد وإخراج المبدعة د.عواطف نعيم، صعد للخشبة وقبل رأس كل الممثلات، وانحنى أمامهن وقدم لهم باقات ورود استحقاقية.
وأنا أتابع الشأن الفني بالعراق، نجد الرجل حاضر  مع كل الأجيال، مهتم بكل الفنانين، مترافع في شأنهم، أتدكر وأنا أتواصل معه قلت له لو كان لدينا 10 نقباء في الوطن العربي نموذجكم، لرفع من شأن الفنون في هذه الرقعة الجغرافية التي تزخر بتاريخ الفن والفنانين، والرجل متواضع تعبر عنه ابتسامته وتلقائيته.


نتقرب من هذا الرجل في هذه الإطلالة المعنونة ب “تحية وفاء وتقدير” التي نود أن نقدمها لرجال “صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” الأحزاب الآية 23.
التحـــــــــــــــــــية

قرأت في الفيس بوك رسالة موجهة للرجل مفادها “حين يُذكر الإخلاص، يُذكر اسمه”أي حينما نتحدّث عن المسؤول الذي تحوّل المنصب بين يديه إلى رسالة، وعن النقابي الذي تجاوز حدود المهام إلى ساحات الكفاح والعمل ، لا يسعنا إلا أن نقف بإجلال أمام هذا الرجل: الدكتور جبار جودي.
منذ فتره طويله، وأنا أراه عن قرب. لا أروي هنا سماعًا أو انطباعًا، بل شهادة حقٍ مما رأيت ولمست.
رجلٌ يعمل بصمت، ويتحرك بثقل المسؤولية، قلبه على الفن، وعينه على الفنان، لا يتخاذل، لا يتأخر، لا يساوم على كرامة زميل، ولا يتوانى في الدفاع عن حق.
في دائرة السينما والمسرح، يتفقد، يُسائل، يُنصت، يُوجّه، لا يمر عليه يوم دون أن يُنجز، ولا يُقفل ملفًا دون أن يُعالجه بحزمٍ ورحمة.
ثم، ما إن تنتهي ساعات الدوام الرسمي، حتى يبدأ فصل آخر من الحكاية “النقابة”، ذاك البيت الذي جعله بيتًا للفنانين حقًا لا مجازًا. كم من قضية حُسمت في منتصف الليل؟ وكم من فنان وجد في “أبو هاشم” نصيرًا لا يُقهر؟ يسهر من أجلهم، يتحمّل بدلًا عنهم، ويجتهد ليُطفئ أوجاعهم قبل أن تُعلن وجعها.
أن تكون نقيبًا للفنانين في بلد كالعراق، وسط كمّ من الهموم والمطالب والإرث الثقيل، يعني أنك اخترت أن تمشي في حقل ألغام. لكن “أبو هاشم” لم يتراجع. اختار أن يمشي، وأن يُنظّف الطريق، وأن يحمل همّ الفنان عن طيب خاطر، يستقبل الجميع، لا يردّ أحدًا، لا يُؤجّل قضية، ولا يُقفل بابًا، كم من فنان عاد له حقّه بجهوده؟ كم من عائلة فنية شعرت أن لها نصيرًا، كم من صوتٍ مهمّش وجد في حضوره عدالةً طال انتظارها؟ كم مرة رأيته منهكًا، يغفو لدقائق فوق كرسيه لاستراحة لا تشبه الراحة، بل إعادة تشغيل لعزيمة لا تخبو. وحين سألته ذات مرة بقلق صادق: أبو هاشم، متى تنام؟ متى تأخذ لنفسك لحظة هدوء؟
ابتسم كعادته، وقال : أنا هكذا مرتاح، حين أخدم إخوتي وأبنائي.

كم من مسؤولٍ قال كلمات كبيرة، لكنه سقط في أول اختبار. وكم من رجلٍ صادقٍ لم يقل شيئًا، لكنه أثبت كل شيء بالفعل.
د. جبار جودي، لم يطلب الشكر، ولم يرفع شعارات، بل رفع همّة وطنية عالية، وجعل من موقعه وسيلة لا غاية، ومن الفن قضية لا وظيفة.
في زمن تتراجع فيه القيم، ما زال يُذكّرنا أن الصدق لا يُفقد، وأن الشجاعة لا تزال ممكنة، وأن هناك من يحمل الهمّ عن صدق، لا عن منصب.
لك منا كل الوفاء ومن قلوب الفنانين والعاملين والعارفين، وأن تبقى كما أنت: صوتًا نقيًّا للفن، وسندًا صادقًا لأهله، ورمزًا يُحتذى به في زمن قلّ فيه الصدق .
بعد هذه التحية الصادقة والرسالة المفتوحة على الاعتراف والامتنان، تأتي ورقة أخرى تقول لنا من هو جبار جودي:
هو جبار جودي جبار العبودي من مواليد 1967 في المشخاب بمحافظة النجف العراقية. حصل على دبلوم إخراج مسرحي سنة 1990، وبكالوريوس إخراج مسرحي في 2004، ثم ماجستير ودكتوراه جماليات وتقنيات المسرحية سنة 2009. نقيب الفنانين العراقيين المركز العام ومدير عام دائرة السينما والمسرح .
قام بالتدريس في قسم المسرح بمعهد الفنون الجميلة ببغداد من 1992 حتى 1995، ثم في مركز التدريب المهني في صنعاء الجمهورية اليمنية من 1996 إلى 1999.
تدرج في مناصب عديدة في السينما والمسرح العراقي منذ 1992 مديرًا ومصممًا ومخرجًا. في دائرة السينما والمسرح ومخرج للفرقة الوطنية للتمثيل. شارك في تصميم الديكور والإضاءة لعدد من المسرحيات والأعمال التلفزيونية العراقية. هو مؤسس ومدير قسم التقنيات الفنية بدائرة السينما والمسرح 2007ِ- 2008، ومؤسس ومدير الفني لقناة دجلة الفضائية 2007-2008
فاز بانتخابات الفنانين في 5 آب/أغسطس 2018 بمنصب نقيب الفنانين العراقيين. ولا يزال نقيبا للفنانين ، عضو اتحاد المسرحيين العراقيين، واتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين العراقيين
نشأ في بيئة جنوبية أثرت على حسّه الفني واللغوي. بدأ مشواره الفني مطلع التسعينات، وبرز مبكرًا كمخرج ومصمم سينوغرافيا.
متزوج وله ثلاثة أولاد.
– ممثل ومخرج ومصمم سينوغرافيا في دائرة السينما والمسرح العراقية منذ 1992.
– مدير إنتاج وتقنيات في عدة قنوات فضائية عراقية منها: السومرية، البغدادية، دجلة.
– مدير عام دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية.
– نقيب الفنانين العراقيين ( منذ 2018 حتى الآن).
– نائب رئيس الاتحاد العام للفنانين العرب.
– عضو مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح.
– عضو اتحاد المسرحيين والإذاعيين والتلفزيونيين العراقيين.
أبرز المسرحيات التي أخرجها
– محنة (2002)
– حصان الدم (اقتباس عن مكبث – 2007)
– خيانة (2016)
حصل على العديد من الجوائز والتكريمات منها :
– أفضل ممثل تلفزيوني – جائزة الدولة للإبداع (2000).
– أفضل مصمم ديكور – أكثر من مرة.
– جائزة أفضل عرض مسرحي – مهرجان بابل.
* 1992 أفضل مصمم إضاءة في مهرجانات منتدى المسرح.
* 1993: جائزة معهد المسرح الدولي كأفضل مصمم إضاءة .
* 1994: وسام الإبداع كأفضـل مسرحي شـاب في العراق.
* 1994: جائزة أفضل سينوغرافيا بمهرجان المسرح العراقي.
* 2000: جائزة الدولة التشجيعية للأبداع كأفضل ممثل دراما تلفزيونية.
* 2007: جائزة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عن إخراج مسرحية «حصان الدم» عن مكبث لشكسبير.
* تكريم رئاسة الوزراء ووزارة الثقافة العراقية لجهوده في دعم الفن.
* وهناك العديد منها لغاية كتابة هذه الأسطر من خلال مشاركة العراق في المهرجانات العربية والدولية يصعب حصرها .
الإنتاج الأكاديمي والكتب
– السينوغرافيا – المفهوم، العناصر، الجماليات (2016).
– جماليات الحداثة في المسرح.
– بحوث ودراسات في الإضاءة والسينوغرافيا والحداثة المسرحية.
أهم نشاطاته كنقابي
– تطوير نظام النقابة قانونيًا وإداريًا.
– إطلاق مبادرات دعم للفنانين في مجالات العلاج والسفر والإنتاج.
– دعم مهرجانات وطنية مثل: بغداد السينمائي، مهرجان بابل، مهرجان الطفل في النجف.
– التأسيس لمشاريع إنتاجية مشتركة بين النقابة والدولة، مثل شركة بابل.
أثره العربي والدولي .
– ممثل العراق في المحافل المسرحية العربية.
– عضو فاعل في لجان تحكيم مهرجانات عربية.
– شخصية مؤثرة في الحوارات الثقافية المتعلقة بالهوية والحداثة المسرحية العربية.