مواضيع ذات صلة

لحظة مع كتاب “الفقر” مقاربات نظرية ونماذج تطبيقية من العراق والعالم

MA5TV الثقافية

صدر حديثًا عن دار مسامير كتاب “الفقر” يضم هذا الكتاب عشر دراسات أكاديمية متخصصة في تحليل ظاهرة الفقر، شارك في إعدادها باحثون من العراق وخارجه، ينتمون إلى اختصاصات متنوعة تشمل الفلسفة، الاقتصاد، السياسة، الاجتماع، النفس، القانون، والأدب. وقد قُدمت هذه الأوراق ضمن مؤتمر علمي نظمته الجمعية العراقية لعلم النفس السياسي بالتعاون مع أكاديمية بغداد للعلوم الإنسانية عام 2022.
تناولت الدراسات الفقر من زوايا نظرية وتطبيقية، مع تركيز خاص على الواقع العراقي، إلى جانب بعض المقاربات العالمية. يهدف الكتاب إلى تقديم تحليل متعدد الأبعاد لبُنى الفقر وأسبابه ونتائجه الاجتماعية، والسعي لكشف الجوانب المهمشة من هذه الظاهرة في الحقل الأكاديمي العراقي، من أجل إعادة الاعتبار لقضايا الفئات المحرومة والمهمّشة، ودفع البحث الاجتماعي نحو مزيد من الارتباط بالواقع، بعيدًا عن الترف والنمطية الأكاديمية.
يعتبر الفقر ظاهرة اجتماعية، حيث شغلت الكثير من المختصين في العلوم الاجتماعية والإنسانية، وحسب اختلاف المشارب والتصورات والتخصصات، تحضر العديد من التفسيرات والتحليلات والرؤى لفهم هذه الظاهرة، وتحديد أسبابها والبحث في كيفية علاجها، وتنبثق عدة اتجاهات حسب هذه التوجهات، الاتجاه الفردي الذي يحصر السبب الحقيقي للفقر إلى الفقراء أنفسهم، وهناك نقيض هذا الاتجاه والمتمثل في الاتجاه الاجتماعي الذي يعتبر أن استمرار ظاهرة الفقر يعود بالأصل إلى المجتمع ذاته، فضلا عن الاتجاه الاقتصادي والاتجاه الديني القدري، حيث أن هذا الأخير يحدد أسباب الفقر في عوامل خارجة عن قدرة الإنسان، ونظرية الحلقة المفرغة للفقر، وهناك بعض الاتجاهات التي وسمته بالوراثي، وهذه الحلقة تبدأ من انخفاض مستوى الدخل ثم مستوى التغذية، لتتعدى إلى الصحة فالإنتاجية وتنتهي بانخفاض مستوى الدخل مرة أخرى وإلى جانب هذه النظرية فهناك النظرية المالتوسية والنظرية الماركسية والوظيفية وغيرها.
كل هذه الاتجاهات تقارب علاقة الفقر بالتنمية والصحة والتعليم والسكان والأسس النظرية لقياس الفقر.
يعيش فوق سطح كوكب الأرض أكثر من (8) مليارات من البشر حسب إحصائيات عام 2024 حيث يبلغ عدد سكان الدول النامية أكثر من (4.3) مليار يعيش منها ما يقارب (3) مليارات تحت خط مستوى الفقر وهو دولاران أميركيان في اليوم، ومن بين هؤلاء هنالك (1.2) مليار يحصلون على أقل من دولار واحد يومياً.
فالفقر في جوهره يعني عدم قدرة الفرد على تلبية احتياجاته الأساسية من غذاء ولباس مع قلة أو انعدام الموارد، ويمكن أن يمتد الفقر إلى عوز عندما لا يستطيع الفرد تأمين قوت يومه الأساسي. لذا تشغل ظاهرة الفقر حيزاً كبيراً في الأدبيات الاجتماعية وتمثل قضية هامة للمخططين وصانعي القرار كعائق في وجه التنمية الاجتماعية والاقتصادية وسبب رئيس لكثير من المشكلات الاجتماعية.
كثيرة هي الاتجاهات والتوجهات والاستطلاعات والدراسات والكتب التي أعدت حول هذه الظاهرة، لكنها تبقى آلية وإيديولوجية تمارس على البشرية بتخطيط له غايات استعمارية بالأساس.