MARTV الثقافية
المسرح الآن يبحث عن المسرح، من كثرة شغف البحث عنه، كاد أن يضيع وفي تلك الإشكالية يبزغ من يقدمه، لأن إرثه قبل الميلاد لم يستمر عبثا لأنه تمة هناك سر، ألم يقال عن المسرح أنه قبس ميتافيزيقي، لذا نسرج هذا التحاور الذي يجدد السؤال الحاضر باستمرار.
ـ في كتاباتك وتصريحاتك تعارض دائماً مسرح البولفار وترفض أن يكون المسرح مادة للتسلية، كذلك تهاجم الرأي الذي يقول بأن وظيفة المسرح هي التعبير عن صراع معين.
* الصراع موجود في جميع مظاهر الحياة والمباريات الرياضية كلها صراع ولكنها ليست مسرحاً، المسرح في رأييّ هو الكشف عن خبايا النفس البشرية، الكشف عن الجوانب الممسوخة في حياتنا.
-إذن أنت تتفق مع ألفريد جاري الذي يرى أن المسرح مرآة يرى فيها الإنسان وجهه القبيح أو الجوانب الممسوخة التي يحاول أن يخفيها عن نفسه وعن الناس.
* ألفريد جاري هو رائدنا جميعاً. لقد تأثرنا به جميعاً، ومسرحيته (أوبو ملكا) تركت بصماتها الواضحة في جميع كتاب المسرح المعاصر.
– هل معالجتك لمسرحية (مكبث) جاءت من باب التأثير أم جاءت اعجاباَ بشكسبير، أم لنفاد الموضوعات الجديدة.
* الحقيقة هي كل ذلك مجتمعا، ولقد أردت بالذات أن أقدم رؤية عصرية لهذه المأساة التي تتكرر على مر العصور : القائد الذي يدفعه الطموح إلى الاعتداء على ولي نعمته، وينصب نفسه مكانه، ثم يحاول أن يقضي على جميع أعوانه الذين ساعدوه في تحقيق هدفه. ثم يظهر صاحب الحق الشرعي ويحاول أن يجمع الأعوان لاسترداد حقه، وهكذا. قصة أزلية أبدية. وقد أصبحت أكثر انتشاراً في المجتمع الحديث.
– شكسبير عالج هذا الموضوع بطريقته المأساوية، ثم جاء جاري وتناوله بطريقة تهريجية إذا جاز هذا التعبير. ويونسكو ماذا أضاف؟
* ربما المحافظة على التوازن بين المأساوية والتهريجية. وهذا ليس بالأمر الهين اليسير.
– الشخوص عند صمويل بيكيت تفشل في علاقاتها بالآخرين فتعتزل الناس والحياة، وشخوصك أنت أيضاً توصف بأنها منعزلة منفصلة عن العالم نتيجة لانعدام التفاهم بين أفرادها.
* الحقيقة أن شخوصي مثل الإنسان المعاصر لا تعاني من العزلة بل هي تسعى إليها، فهي تعاني من انعدام العزلة. إننا في العالم المعاصر نفتقر الوحدة، إلى أن يخلو كل منا بنفسه في ركن هادئ، كل إنسان يهرب من الآخرين، إننا ننتهز أي يوم إجازة لكي نفر إلى الريف، إلى الجبل، إلى الصحراء، إلى حيث لا يوجد الناس……
حمادة إبراهيم هو مترجم عربي قام بترجمة العديد من أعمال يوجين يونسكو المسرحية إلى اللغة العربية. من أبرز أعماله المترجمة مسرحية “جاك أو الخضوع” (Jacques ou la Soumission)، وهي مسرحية عبثية تتناول موضوع الزواج والأسرة. كما ترجم حمادة إبراهيم مختارات من أعمال يونسكو المسرحية الأخرى.
يُعتبر حمادة إبراهيم من أبرز المترجمين الذين ساهموا في تقديم المسرح العبثي ليونسكو إلى القارئ العربي. تُرجمت أعماله إلى العربية مع تقديم ومراجعة من قبل متخصصين في المسرح والأدب، مما ساهم في وصولها إلى جمهور واسع.