يسري حسان
بمناسبة فوز الصديقين العزيزين محمود الحلواني ومحمد علام بجائزة المقال النقدي في المهرجان القومي للمسرح، أعود للتأكيد على أن النقاد القادمين من حقل الأدب ، ومنهم من تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية أو أحد أقسام المسرح بالكليات المختلفة، ومنهم من لم يتخرج، هم الأكثر قدرة على كتابة مقالات نقدية مبدعة وممتعة.
الأول شاعر والآخر قاص ، أي أنهما مبدعان موهوبان أساسا، فضلا عن أنهما مثقفان ثقافة واسعة ، وهو ما ينعكس ليس فقط على قدرتهما على تحليل عناصر العرض المسرحي باحترافية نادرة، ولكن أيضا على صياغتهما لهذا التحليل بأسلوب رفيع ومشرق، يجعل من قراءة المقال متعة في حد ذاتها.
اللغة التي يكتب بها الاثنان تمتاز بعمقها الشديد وبساطتها الاسرة، وهو الاختيار الأصعب ، والدرجة التي لا يبلغها إلا مبدع موهوب ومثقف ، لعبت الموهبة والثقافة دوريهما في تشكيل وعيه النقدي ، واعني الوعي النقدي بشكله العام ، لا فيما يخص المسرح فحسب.
هناك بالتأكيد آخرون على نفس الخط لكن المجال لايتسع لذكرهم جميعا، فقط أردت ضرب المثل بالحلواني وعلام بمناسبة الجائزة المستحقة عن جدارة .
وبالمناسبة.. الابداع لا يقتصر فقط على كتابة الشعر أو الرواية أو رسم اللوحات أو تأليف الموسيقى أو غيرها ، النقد المتوسل بالخبرة والثقافة والوعي إبداع أيضا.