MA5TV الثقافية
قصيدة “سجّل أنا عربي” هي إحدى أشهر قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش، كتبها عام 1964 حين كان في العشرين من عمره، وهي قصيدة ذات طابع مقاوم تؤكد على الهوية الفلسطينية والعربية.
يبدأ درويش القصيدة بعبارة الأمر “سجّل!” وكأنه يواجه المحتل مباشرةً، ويكررها أكثر من مرة لإعطاء الإحساس بالتحدي والإصرار. في النص، يصف نفسه: عربي، يعيش على أرض أجداده، يحمل بطاقة هوية رقمها كذا، ويذكر تفاصيل حياته اليومية، وأرضه، وعدد أولاده، وفقره، لكنه يؤكد كبرياءه ورفضه للذل.
القصيدة أصبحت أيقونة في الشعر المقاوم، وتُدرّس في المناهج الدراسية في عدة بلدان عربية، كما ألقاها درويش في مهرجانات وأمسيات، فكانت تثير الحماس الجماهيري وتعبّر عن روح الصمود الفلسطيني.
كتب الشاعر الفلسطينيّ محمود درويش قصيدة سجّل أنا عربي؛ وهي من أهمّ القصائد الوطنيّة، نُشرت في ديوانه الثاني “أوراق الزيتون” الصادر عام 1964م، عدد أبيات القصيدة 66 بيتًا تتوزّع على ستة مقاطع، وهي من نوع الشعر الحر الذي يعتمد على تفعيلة مفاعلتن.
سجِّل
أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهل تغضب
سجل
أنا عربي
أنا اسم بلا لقبِ
صَبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفَوْرةِ الغضبِ
جذوري
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نُجُب
وجدّي كانَ فلاحًا
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يُعَلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل تُرضيكَ منزلتي؟
أنا اسم بلا لقبِ!:سجلْ
أنا عربي
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ :
ولونُ العينِ.. بنيٌّ :وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟
وفي آخر القصيدة يصدح ويصرح ويفضح
سجِّل!
أنا عربي
سلبتُ كرومَ أجدادي
وأرضًا كنتُ أفلحُها :أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
:سوى هذي الصخورِ
:فهل ستأخذُها
حكومتكمْ.. كما قيلا!؟
إذنْ
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي!