مواضيع ذات صلة

طقوس تادلة في استقبال المولود، حين يصبح البيت مسرحًا للفرح

بقلم : حفصة الغزواني
المولود الجديد قدوم واستقبال ولحظات استقبال سابقة أعدت لها العدة وسبقتها الفرحة، وتختلف هذه الفرحة بين استقبال المولود الأول البكر، وهناك لحظات أخرى مختلفة لمن له الأولاد وينتظر بنت، ومن له بنت وينتظر ولدا، وفي حالات أخرى يسقط على المولود الولد (الإرث، حق الأم في الإرث، واستمرارية السلالة) وهناك حالات فرح كبرى لامن تأخرت عنهم الولادة وينتظرون عطاء الله ومنته.
عبر العالم تختلف طقوس الاحتفاء بالمولود، مما يؤكد أنها لحظة فارقة واحتفالية عالمية كونية، ليس بين بني البشر وحدهم حتى عند بعض الكائنات.
في عمق نواحي تادلة، هناك فرحة تختتم بحفل متميز يسمى “السبوع” الذي يحظة بمكانة خاصة في قلوب الناس، فهو أكثر من مجرد احتفال، بل هو طقس يحمل بين طياته التراث، الروابط العائلية، والفرح بقدوم حياة جديدة.


قبل يوم السبوع، تتجمع العائلة ببيت الأم لتبادل التهاني وتقديم أطباق مثل “اللحميس” و”الرفيسة”، كما تُعطى للأم “الزرورة” تعبيرًا عن التمنيات بالبركة والزيادة.
في يوم الاحتفال، يذبح الأب الكبش، ويُسمى المولود وسط أجواء دينية وروحانية، ثم ترتدي الأم لباسها الجديد من القفطان أو التكشيطة، وتضع على رأسها “السبنية” أو “القطيب”. تجلس بين النساء اللواتي يحيطن بها بالغناء والفرح، فيما تتعالى الزغاريد في سماء الدوار.
الغداء غني بأطباق الدجاج المحمر، اللحم، والسفة، ثم تتواصل الاحتفالات في المساء مع الشاي، الحلويات، والسفوف، سواء داخل البيت الواسع أو على السطح في المنازل الصغيرة.
من الطقوس التي تميز هذا السبوع هو مرور النساء بصينية تحتوي على الزعفران ممزوج بالعطر، حيث يضعن ثلاث نقاط على جبين النساء ويزينّ شعورهن، رمزًا للبركة والفرح.
هكذا يتحول بيت بسيط في دوار آيت الرواضي إلى مسرح للاحتفال، حيث تختلط الروحانية بالتراث، ويجد الجميع مكانًا للفرح والمشاركة، محافظين على عادات توارثوها عبر الأجيال، تعبر عن دفء هذا المجتمع وروحه الأصيلة.
تختلف وتتنوع الاحتفالات لكن الطقس واحد، استقبال مولود جديد، يلج عالمنا بالبكاء، ومن حوله يضحكون وهو مبسوطين فرحين..